قال هاشمي للمأمون: من حصل له مثل التي ولبس ثوب حرمتي وأسلف مثل مودتي وغفر له فوق زلتي، فقال: صدقت وعفا عنه.
غضب عبد الملك على رجل فلما أتى به قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين فقال: لا سلام الله عليك، فقال: ما هكذا أمر الله، إنما قال تعالى:
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها (النساء: 86)، وقال:
وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم (الأنعام: 54) فعفا عنه.
وكان عمر رضي الله عنه يعس ليلة فسمع غناء رجل من بيت فتسور عليه فرأه مع امرأة يشربان الخمر، فقال: يا عدو الله أرأيت أن يسترك الله وأنت على معصية، فقال: يا أمير المؤمنين لا تعجل، إن كنت عصيت الله في واحدة فقد عصيت الله في ثلاث فقد قال الله تعالى:
ولا تجسسوا (الحجرات: 12) وقد تجسست، وقال:
وأتوا البيوت من أبوابها (البقرة: 189) وقد تسورت علي،وقال:
يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها (النور: 27) وقد دخلت بغير سلام، فقال عمر : أسأت فهل تعفو؟ فقال: نعم وعلى أن لا تعود.
أتي الحجاج برجل من أصحاب ابن الأشعث فقال له: أفيك خير أن عفوت عنك، فقال: لا، قال: ولم؟ قال: لأني كنت خاملا فرفعتني وألحقتني بالناس فخرجت مع ابن الأشعث لا لدين ولا لدنيا ومعي الحماقة التي لا تفارقني أبدا ولا أفلح معها سرمدا، فضحك منه وخلى سبيله.
أتي معن بن زائدة بأسرى فأمر بضرب أعناقهم، فقام غلام منهم فقال: أنشدك الله أيها الأمير أن لا تقتلنا ونحن عطاش، فقال: اسقوهم، فلما شربوا قال: ناشدتك الله أن قتلت ضيفانك، قال: أحسنت وخلى سبيلهم.
Bog aan la aqoon