حتى العبيد الألى من حولهم هربوا
وكل عبد تولى وهو ملهوف
فخاضها عنتر والشوس ثائرة
وأفقها بغبار الحرب ملفوف
وصاننا وحمانا بعد غربتنا
مع الرجال وعرض الكل مقذوف
فرق قلبه لعنترة وفكه من الوثاق وقد عجب من كتمانه ذلك وانقياده إلى الكتاف ثم اعتذر له وأطلقه.
عنترة بن شداد عند كسرى
كان عنترة بن شداد عند كسرى أنوشروان وكان مكرما عنده فحسده بعضهم وهم بقتله، فلما بلغ كسرى ذلك غضب وأمر بقتل ذاك الرجل، وقال لمن حوله: إن هذا يفدى بألوف من البشر ويستحق أن يكرم ويعتبر، فامتثل عنترة بين يديه، وقال: مولاي بالله لا تفعل فإن إحسانك قد سبق والعفو بمثلك أليق وأنا قد عزمت على الرحيل، وما أشتهي أن يذكرني أحد إلا بالجميل، فعجب كسرى من حسن أدبه وبش في وجهه ثم عفا عن الرجل، وبعد قليل دخل كسرى إلى بستان حافل بالأشجار مزدان بأحاسن الأزهار فنصب له فيه خيمة فجلس، وعنترة إلى جانبه وقد قدم لهم الشراب، وجهزت الأطعمة، فنهض المنذر وقال: أنشدنا يا أبا الفوارس شيئا من الشعر فأنشد:
يا أيها الملك الذي راحاته
Bog aan la aqoon