قال النضر: دخلت ليلة على المأمون للمسامرة بمرو وعلي قميص مرقوع، فقال: يا نضر ما هذا القشف؟ قلت: يا أمير المؤمنين أنا رجل كبير ضعيف وحر مرو شديد أتبدل بهذه الثياب الخليقة، قال: لا ولكنه تنسك، ثم تجاوبا في الحديث فقال المأمون: حدثني هشيم عن النبي
صلى الله عليه وسلم
قال: «إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد عن عون»، قلت: صدق فوك عن هشيم يا أمير المؤمنين، حدثني عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن النبي
صلى الله عليه وسلم
قال: «إذا تزوج الرجل المرأة لدينها وجمالها كان فيها سداد عن عون»، وكان المأمون متكئا فانتصب وقال: كيف قلت يا نضر سداد بكسر السين، فقلت: يا أمير المؤمنين السداد بفتح السين هنا لحن، قال: أو تلحنني يا نضر؟ قلت: لا يا أمير المؤمنين ولكن لحن هشيم وكان لحانا، فتبع أمير المؤمنين لفظه وقد تتبع الفقهاء، فقال: ما الفرق بينهما، قلت: السداد القصد في الدين والسبيل، والسداد البلغة وكل شيء سددت به شيئا هو سداد، قال: أوتعرف العرب هذا؟ قلت: نعم هذا العربي يقول وهو من ولد عثمان بن عفان:
أضاعوني وأي فتى أضاعوا
ليوم كريهة وسداد ثغر
فأطرق المأمون مليا ثم قال: قبح الله من لا أدب له، ثم قال: أنشدني يا نضر أخلب بيت قاله العرب، فقلت: قول ابن بيض في الحكم بن مروان:
تقول لي والعيون هاجعة
أقم علينا يوما فلم أقم
Bog aan la aqoon