4
فلما سمعت ذلك عظم الرجل في عيني، وثبتت لي مروءته، فتناولت العود، وقد تذكرت فراق أهلي وأولادي ووطني؛ فغنيت:
وعسى الذي أهدى ليوسف أهله
وأعزه في السجن وهو أسير
أن يستجيب لنا ويجمع شملنا
والله رب العالمين قدير
فطرب، وقال: أتأذن لي يا مولاي أن أغني ما خطر ببالي؟ وإن كنت من غير أهل هذا الفن! فقلت: وهذا من زيادة أدبك ومروءتك، فأخذ العود وأنشد:
تعيرنا أنا قليل عديدنا
فقلت لها: إن الكرام قليل
فطربت، ونمت، ولم أستيقظ إلا بعد العشاء، فعدت أفكر في كرم هذا الرجل وحسن أدبه، فقمت وأخذت كيسا كان معي فيه دنانير، فقدمته له، وقلت: أستودعك الله، وأسألك أن تقبل مني هذه الهدية.
Bog aan la aqoon