خوذ الفولاذ للجنود: قالت جريدة «الإنترانسجان» إنه كان عند الحكومة الفرنسوية 300 ألف خوذة من الفولاذ للجنود الذين كانوا يحاربون في الميدان وهي كانت تصنع من هذه الخوذة 25 ألفا كل يوم، وإنها تشبه الخوذة التي كان يلبسها الجنود القدماء، وقد جعل لونها رماديا فلا ترى عن بعد، وقد جيء إلى باريس ببعض الخوذ التي أصابها رصاص البندقيات في القتال ولو أصاب هذا الرصاص برانيط الجنود العادية لقتل لابسيها.
وقد جعل على خوذ كل سلاح علامة تميزها عن خوذ سائر الأسلحة؛ فرسم على خوذ المشاة قنبلة يد وعلى خوذ الشاسور قرن صياد، وعلى خوذ مشاة المستعمرات مرساة، وعلى خوذ رجال المدفعية مدفعان متقاطعان. •••
كانت تخاطب باريس بمدة الحرب فرسوفيا الروسية بالتلغراف اللاسلكي من رأس برج إيفل، فكانت تمر الرسائل من فوق رءوس الألمان وهم لا يعلمون منها شيئا. •••
الطوربيد: الطوربيد عبارة عن قنبلة من الفولاذ الصلب مستطيلة الشكل دقيقة الرأس في مؤخرها لولب كالرفاص يدور بسرعة عظيمة فيدفع الطوربيد إلى الأمام، ويطلق الطوربيد من ماسورة مثل ماسورة المدفع وتستعمله الغواصات والطرادات والبوارج على اختلافها وهو يجري تحت سطح المياه أو فوقها ويندفع من الماسورة بقوة الهواء المضغوط، ثم يستعين في أثناء سيره بدوران لولبه الذي في مؤخره فإذا اصطدم بجسم غريب انفجر انفجارا عظيما ونسفه، ومن غريب الطوربيد نوع ينفجر من غير أن يصطدم بجسم غريب وذلك يتم بإحراق فتيل في داخله قبل إطلاقه ويعير طول الفتيل بحسب المسافة التي يراد انفجار الطوربيد فيها فإذا اجتازت وصلت النار إلى جوف البارود وتم الانفجار. •••
أسر الجنود الأسترالية في شبه جزيرة غليبولي جنديا عثمانيا، وقد لف حول وسطه أوراق الأشجار وأغصانها ولم يظهر منه إلا رأسه وقدميه، وقد تنكر بهذا اللباس العجيب حيلة وخدعة ليقترب من الجيش الإنكليزي للتجسس بحيث يرى ولا يرى فخاب ظنه، واقتنص وجيء به إلى المعسكر الإنكليزي من دون أن تنزع عنه الأوراق والأغصان. •••
فتك الغازات الخانقة السامة بالمتحاربين: قال شاهد عيان: «جعل الإنكليز يصبون نارهم على استحكامات الألمان وما هي إلا بضع دقائق حتى أبصرنا غيمة صغيرة بيضاء اللون انطلقت من خنادق العدو فحملها الريح إلينا، وما كدنا نستنشق الهواء حتى سقطنا لا نعي على شيء.» وقد وضع أحدهم كمامة فوق منافسه فتمكن من الاستمرار على إطلاق بندقيته وهذه الغازات تضر بالرئة فيختنق من يتنفسها ويموت خنقا ويقاسي الجنود الآلام التي تتسبب عنها. •••
صنعت قنبلة المدفع الألماني الضخم الذي يبلغ قطر فوهته 42 سنتمترا لإهلاك البشر ولكن جزارين من الألمان حولوا بعضها لشبع الإنسان، فصنعوا قنبلة منها ملأها جزاران لحما طيبا وأهدياها إلى الجنود الألمانية المحاربة لتأكلها وتتلذذ بها، وقد فعل غيرهم مثلهم فأهدوا 70 ألف كيلو من اللحم على هذه الصورة إلى الجنود الألمانية. •••
الصحافة السرية أثناء الاحتلال الألماني في شمال فرنسا: شجاعة نادرة حملت المسيو جوزف فيلو وهو صيدلي في روبه إحدى مدن فرنسا الشمالية وأستاذ الصيدلية في جامعة «ليل» الكاثوليكية على إنشاء جريدة «الصبر» في تلك المدينة، على الرغم من يقظة الألمان وقسوتهم وذلك أنه لم ينخرط في سلك الجندية؛ لأنه ألقي إليه أن يكون مساعدا في جمعية الصليب الأحمر، ولما دخل الألمان مدينة ليل في 12 أكتوبر سنة 1914 أبعد هو ورجال الصليب الأحمر إلى مدينته فخطر على باله أن يشدد عزائم مواطنيه باطلاعهم على الأخبار الفرنسوية الصحيحة، وكان الأب بانت الأستاذ في المعهد الفني في «روبه» يتلقى الأخبار كلها بدقة بواسطة محطة التلغراف اللاسلكي التي أنشأها هو سرا على رغم المسئولية الكبرى والأخطار الجسيمة التي كانت تتهدده - من محطة برج إيفل بباريس ومن محطة بولدو الإنكليزية اللتين كانتا تذيعان أنباء الحرب والقتال ليل نهار.
فكان الأب بانت إذا حرر هذه الأخبار اللاسلكية دفعها في الحال إلى زمرة من أنصار المسيو فيلو فينشروها في المدينة، ويحملها هو بذاته إلى مدينة ليل، وكان يتستر كثيرا في كتمانها وكانت مكتوبة بالآلة الكاتبة.
وبعد ذلك تطوع المسيو فيرمن دوبار أحد تجار «روبه» للتعليق على البلاغات الرسمية التي يذيعها مكتب أركان حرب الجيش الفرنسوي وتوسعوا في النشر حتى إنه في أواخر سبتمبر سنة 1914 أصدروا «جورنال المحتلين»، مجلة نصف شهرية، ثم أسبوعية وزعوها في روبه وتركوان وليل.
Bog aan la aqoon