اشتهر هذا البطل الشجاع بلطف الشمائل وحلاوة المعشر، وقد دعاه الناس «دي ويت البحار» تشبيها له بالقائد البويري كرستيان دي ويت زعيم العصاة في الثورة البويرية الأخيرة الذي أسر أخيرا وحبس في قلعة جوهنسبرج.
أثنى المستر ويلسن مكاتب جريدة «الديلي ميل» على القبطان فون مولر، فقال عنه: «إن الأمة البريطانية ستظفر بالعدو الكريم وهي تحيي اليوم قومندان الطراد «أمدن» باحترام لأنه سلك سلوك الرجل الأبي النفس في محاربته التجارة البحرية وقاتل قتال الأبطال يوم صرعه الطراد الأسترالي وأخذه أسيرا.
عرف أهل لندن الرجل أيام كان مساعدا للملحق الحربي في سفارة ألمانيا (بلندن)، وقد أقام في هذه العاصمة مع زوجته فحظيا بإكرام الناس لهما وميلهم إليهما.»
وقالت عنه جريدة الديلي ميل: «إنه رجل ظريف يحسن اللغة الإنكليزية، ويعرف مواقع الموانئ الهندية الإنكليزية وفرضها معرفته لقبضة يده.»
كان هذا الربان يستعين كثيرا بالتلغراف اللاسلكي في أثناء مطاردته البواخر التجارية والبوارج الحربية، يسترق منها الأخبار، وينقض عليها انقضاض البازي على فريسته إذا آنس فيها الضعف، ويفر من وجهها فرار الآبق إذا خاف قوتها.
وقد روت عنه تلك الجريدة نكتة لطيفة من هذا القبيل عنوانها «أنا هو ذلك الطراد»، فقالت: «بينما كان الربان فون مولر يجول يوما في عرض البحار وهو يترصد الآفاق باحثا عن فريسة يفترسها علم أن باخرة تجارية قريبة منه قبل وقوع نظره عليها، فسألها بالتلغراف اللاسلكي قائلا: أرأيت في سيرك طرادا من الطرادات الألمانية يضرب في البحار؟ فأجابت الباخرة: لم أر شيئا من ذلك، فأمر حينئذ مهندسي الطراد أن يجدوا في السير، ولما دنا من الباخرة لها: أنا هو ذلك الطراد.» •••
التناهي في البغض: بلغ بغض الألمان للأمة الإنكليزية والأمة الفرنسية مبلغا أدى بهم إلى النفور من ذكر كلمتي «إنكلترا» و«فرنسا في حديثهم».
وقد اتفق أن مدير إحدى المدارس في برلين لم يجد أستاذين يعلمان اللغتين الإنكليزية والفرنسية في مدرسته، فنشر إعلانا قال فيه: إن اللغة التي يتكلم بها سكان أمريكا الشمالية ولغة أهالي المقاطعة الغربية من سويسرا أبطل تعليمهما إلى أجل غير مسمى. •••
من ألطف وأبدع ما رواه موريس بارس الكاتب الفرنسوي المشهور الحديث الآتي، قال: علمت أن رجلا يخدم في أحد مستشفيات باريس غاب عن عمله 49 ساعة، ولما رجع إليه سألته الراهبة عن سبب تغيبه، فقال لها: لي ولد وحيد يخدم وطنه في الجيش، وقد أبلغت أنه قدم باريس جريحا وأنه يوجد في المستشفى الفلاني فقصدته فيه، ولكني لما وصلت وجدت أنه قد توفي على أثر جراحه، ولما كنت سأعيش بعده وحيدا منقطعا رأيت أن أحسن ما أفعله هو أن أخلفه في طابوره فذهبت وتطوعت مكانه وأنا آت الآن لأودعكم جميعا، فتأثرت الراهبة من كلامه وشجعته بكلام رقيق، وهكذا انطلق هذا الشجاع إلى الحرب متطوعا يمزج دمه بدم وحيده في خدمة وطنه. لم يرو التاريخ أسمى من هذه العواطف وأبلغ منها. •••
دخل طبيب مستشفى لعيادة الجرحى فلما وصل إلى سرير بنباشي مصاب بعدة جراح سأله بلطف قائلا: كم جرح بك؟
Bog aan la aqoon