311

Nawadir al-cUshaq

نوادر العشاق

Noocyada

لله من لعبت أيدي المنون به

ضنا بما فيه أن يبقى على الزمن

جعلت روحي له من روحه عوضا

مقيمة معه في ذلك الكفن

فصار كالحي إذ روحي تحل به

وصرت كالميت إذ لا روح في بدني

وكيف تصحب روحي بعده جسدي

وكان إن غاب تأبى أن تصاحبني

عبيد النعالي وأحد العشاق

قال عبيد النعالي: انصرفت من جنازة من مسجد الرضا في وقت الهاجرة، فلما دخلت سكك البصرة اشتد علي الحر، فتوخيت سكة ظليلة واضطجعت على باب دار فسمعت ترنما يجذب الفؤاد، فطرقت الباب واستقيت ماء، فإذا فتى بديع الجمال نحيل من شدة السقام أدخلني إلى غرفة نظيفة له، فلما هدأ بالي وراقت أحوالي خرج الفتى ومعه وصيفة تحمل طستا وماء ومنديلا، فغسلت يدي وشربت وأخذت ردائي، وجلست فلبثت يسيرا وإذا بالفتى قد أقبل ضاحكا ليؤنسني والعبرة تنحدر من عينيه، ثم جيء بالطعام فأقبل يأكل كأنه نغص بما يأكله، وهو في ذلك يبسطني، فلما انقضى أكلنا أتتنا بشراب فشرب قدحا وشربت آخر، ثم زفر زفرة ظننت أن أعضاءه قد انقضت وقال لي: يا أخي، إن لي نديما فقم بنا إليه، فقمت وتقدمني ودخل مجلسا فإذا قبر عليه ثوب أخضر وفي البيت رمل مصبوب، فقعد على الرمل وطرح لي رداءه فقلت: والله لا قعدت إلا كما تقعد، وأقبل يردد العبرات ثم شرب كأسا وشربت وأنشأ يقول:

Bog aan la aqoon