بلحظة إلا لأن أمرضا
ابن الجوزي وزوجته
كان لابن الجوزي زوجة تسمى نسيم الصبا، وكان يحبها حبا شديدا، فاتفق أن طلقها فحصل له قلق وهيام كاد يشرف به على التلف، فحضرت في بعض الأيام مجلسا كان فيه فسر بها واستبشر، فحدث أن جاءت امرأتان وجلستا أمامه فحالتا بينه وبينها فأنشد:
أيا جبلي نعمان بالله خليا
نسيم الصبا يخلص إلي نسيمها
أنس الوجود ومحبوبته ورد
حكي أنه كان لأحد الوزراء ابنة بديعة في الحسن والجمال، فائقة في البهجة والكمال، ذات عقل وافر وأدب كامل، وكانت تهوى المنادمة وسماع رقائق الأشعار لرقة فؤادها ولطف أخلاقها وظرفها، فبينما كانت يوما تنظر من شباك قصرها وقع نظرها على شاب نير الوجه، ضاحك السن، بهي الطلعة، حسن الشمائل، فوقع حبه في قلبها وعدمت صبرها في هواه، فرمته للحال بتفاحة كانت في يدها، فرفع رأسه فرآها في شباك القصر كأنها البدر، فلم يرن إليها طرفه إلا وهو بعشقها مشغول الخاطر.
فلما بعد عن القصر سألت جاريتها عن اسمه وكانت تعرفه، فقالت لها: إن اسمه أنس الوجود، وإنها تعرف مكانه. فكتبت له رقعة شرحت فيها حالها وما عراها من حبه وغرامه، فأخذت الجارية الرقعة وسارت بها إليه فأعطتها له، فلما قرأها كتب في أسفلها هذه الأبيات:
أعلل قلبي في الغرام وأكتم
ولكن حالي عن هواي يترجم
Bog aan la aqoon