277

Nataij Fikr Fi Nahw

نتائج الفكر في النحو للسهيلي

Daabacaha

دار الكتب العلمية

Goobta Daabacaadda

بيروت

وضعها وصف للخرجة ونحوها، كأنك قلت: " خرجت خرجة ذات يوم "، أي: لم تكن إلا في يوم واحد، فمن ثم لا يجز فيها إلا النصب، ولم يجز دخول الجار عليها. وكذلك: " ذا صباح " و" ذا مساء " في غير لغة خثعم. فإن قيل: فلم أعربها النحويون ظرفًا إذا كانت في الأصل مصدرًا؟. قلنا: لأنك إذا قلت: " ذات يوم "، عُلِم أنك تريد يومًا واحدًا، وقد اختزل المصدر ولم يبق إلا لفظ اليوم مع الذات، فمن ثم أعربوه ظرفًا. وسره في اللغة ما تقدم. وأما " مرة " فإن أردت بها فعلة واحدة من مرور الزمان، فهي ظرف زمان، وإن أردت بها فعلة واحدة من المصدر مثل قولك: " لقيته مرة. أي: لقيته) لقية، فهي مصدر، وعبرت عنها بالمرة، لأنك لما قطعت اللقاء ولم تصله بالدوام صار بمنزلة شيء مررت به ولم تقم عنده، فإذا جعلت المرة ظرفًا فاللفظ حقيقة، لأنها من مرور الزمان، وإن جعلتها مصدرًا فاللفظ مجاز، إلا أن تقول: " مررت مرة "، فيكون حينئذ حقيقة. * * * فصل (في تعدي الفعل إلى الظرف) ومن هذا القبيل: جلست خلفك وأمامك، وكذلك: فوق وتحت وإزاء وتلقاء وحذاء. وكذلك قربك وعندك، لأن عندك في معنى القرب، وهي أيضًا من لفظ " العند " قال الراجز:

1 / 300