Nass Wa Ijtihad
النص والإجتهاد
Noocyada
تنزيل من رب العالمين (1)) (انه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين ، وما صاحبكم بمجنون (2)). (ثانيهما) ان الشورى المذكورة في هذه الاحاديث لمما يحكم العقل مستقلا بعدم اعتبارها في تشريع الشرائع الالهية فالعقل بمجرده يحيل وقوعها من رسول الله صلى الله عليه وآله وهل رأي الناس فيها الا تقول محض على الله تعالى ؟ (ولو تقول علينا بعض الاقاويل، لاخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين (3)). نعم كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتألف أصحابه بمشورتهم في أمور الدنيا، كلقاء العدو ومكائد الحرب ونحوها عملا بقوله تعالى: (وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله (4)). وفي مثل ذلك يجوز عليه أن يتألفهم بمشاورتهم فيها مع استغنائه بالوحي عن آرائهم، لكن شرائع الدين لا يجوز فيها عليه الا اتباع الوحي المبين. (ثالثها) ان هذه الاحاديث تضمنت من حيرة النبي صلى الله عليه وآله مالا يجوز على مثله من المتصلين بالله عزوجل، حتى مثلته وقد ضاق في أمره ذرعا فاحتاج إلى مشورة الناس، وأنه كره الناقوس أولا، ثم أمر به بعد تلك الكراهة، وأنه صلى الله عليه وآله بعد أن أمر به عدل عنه إلى ما اقتضته رؤيا عبدالله بن زيد، وان عدوله عن الناقوس كان قبل حضور وقت العمل به. وهذا من البداء المستحيل على الله تعالى وعلى موضع رسالته، ومختلف ملائكته، ومهبط وحيه وتنزيله، وسيد
---
(1) الاية - 40 - 43 - من سورة الحاقة. (2) الاية - 19 - 22 - من سورة التكوير. (3) الاية 44 إلى 47 من سورة الحاقة. (4) من الاية 159 من سورة آل عمران.
--- [230]
Bogga 229