239

داود عن أبي محذورة من طريقين: (أحدهما) عن محمد بن عبدالملك بن أبي محذورة عن أبيه عن جده. ومحمد بن عبدالملك هذا ممن لا يحتج بهم بنص الذهبي إذ أورده في ميزان الاعتدال (304). (ثانيهما) عن عثمان بن السائب عن ابيه. وأبوه من النكرات المجهولة بنص الذهبي حيث أورده في الميزان (305). على أن مسلما أخرج هذا الحديث (1) بلفظه عن أبي محذورة نفسه، ولا أثر فيه لقولهم: الصلاة خير من النوم (306). وستسمع قريبا ما أخرجه أبو داود وغيره عن محمد بن عبدالله بن زيد من فصول الاذان الذي قام به بلال يمليه عليه عبدالله بن زيد، وليس فيه الصلاة خير من النوم، مع أنه انما كان لصلاة الصبح. على أن أبا محذورة انما كان من الطلقاء والمؤلفة قلوبهم في الاسلام بعد فتح مكة، وبعد أن قفل رسول الله صلى الله عليه وآله من حنين منتصرا على هوازن، ولم يكن شئ أكره إلى أبي محذورة يومئذ من رسول الله صلى الله عليه وآله ولا مما يأمر به. وكان يسخر بمؤذن رسول الله صلى الله عليه وآله فيحكيه رافعا صوته استهزاءا، لكن صرة الفضة التي اختصه بها رسول الله صلى الله عليه وآله وغنائم حنين التي أسبغها على الطلقاء من أعدائه ومحاربيه، وأخلاقه العظيمة التي وسعت كل من اعتصم بالشهادتين من اولئك المنافقين مع شدة وطأته على من لم يعتصم بها، ودخول العرب في دين الله أفواجا كل ذلك ألجأ أبا محذورة وأمثاله إلى الدخول فيما دخل

---

(304) الميزان للذهبي. (305) الميزان للذهبي. (1) في باب صفة الاذان من صحيحه (منه قدس). (306) صحيح مسلم ك الصلاة باب صفة الاذان ج 2 / 3 ط العامرة.

--- [222]

Bogga 221