153

مطاعا في قومه، وكان فيه خيلاء وتقدم، وكان ذا لمة كبيرة، وكان يقال له الجفول (1). قال: وقدم على النبي صلى الله عليه وآله فيمن قدم من العرب فأسلم فولاه النبي صلى الله عليه وآله صدقات قومه. إلى آخر ما روي عنه وعن موقفه مع خالد بن الوليد يوم البطاح وانهما تجاولا في الكلام طويلا فقال له خالد: اني قاتلك. قال مالك: أو بذلك امرك صاحبك ؟. - يعني ابا بكر - قال والله لاقتلنك، وكان عبدالله ابن عمر وأبو قتادة إذ ذاك حاضرين، فكلما خالدا في امره فكره كلامهما فقال مالك: يا خالد ابعثنا إلى ابي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا فقد بعثت إليه غيرنا ممن جرمه اكبر من جرمنا فقال خالد: لا أقالني الله ان لم اقتلك. وتقدم إلى ضرار بن الازور بضرب عنقه. فالتفت مالك إلى زوجته أم تميم وقال لخالد. هذه التي قتلتني. قال ابن خلكان: وكانت في غاية الجمال. فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الاسلام فقال مالك: اني على الاسلام. فقال خالد يا ضرار اضرب عنقه. قال: فضرب عنقه وجعل رأسه اثفية لقدر. قال: قال ابن الكلبي في جمهرة النسب: قتل مالك يوم البطاح وقبض خالد امرأته فتزوجها، وفي ذلك يقول ابو زهير السعدي: ألا قل لحى اوطئوا بالسنابك (181). قلت وذكر الابيات الستة الانفة الذكر. ثم ذكر ابن خلكان بعد هذا ثورة عمر على خالد وقوله لابي بكر: ان خالدا قد زنى فأرجمه. قال: ما كنت لارجمه فأنه تأول فأخطأ. قال: انه

---

(1) الجفول هو ذو النجدة والحفائظ والغيرة الممسك بعنان فرسه في سبيل ذلك فإذا سمع بهيعة طار إليها (منه قدس). (181) وفيات الاعيان لابن خلكان ترجمة وثيمة ج 6 / 13 - 15 وقد ترك المصنف بعض الحديث.

--- [136]

Bogga 135