[حقيقة النسخ ]
قال الله تعالى: ?ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها? [البقرة:106] .
وقد ذكرت تفسير هذه الآية في تفسير سورة البقرة، ولا بد من ذكر بعض ذلك في هذا الموضع.
قال الله عز وجل: ?ما ننسخ من آية? أي ما نبدل من حكم قد مضى في آية بالتخفيف مثاله في الفرض أوبالتثقيل بالزيادة في فرضها، أو ننسها، أي: نتركها بحالها لا نغير شيئا مما حكمنا به فيها.
وكذلك قال في موضع آخر: ?يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب? [الرعد:39] يقول الله سبحانه:?يمحوا الله ما يشاء? من فرضه، وحكمه في آياته بالنسخ له، ويترك العمل بما فيها منه، مما قد مضى وأمر بترك الحكم به، ويثبت ما يشاء مما حكم به في آيات أخرى، ولا يبدل، وفرضها لا بعمل لم يدع الحكم بها بعد [2أ-أ] ولم يمض.
?وعنده أم الكتاب?، يقول الله سبحانه: إن عنده أصل ذلك، وجملته مثبتا في علمه [1ب-ج] لا يعزب عنه شيء مما نسخ، ولا مما لم ينسخ، ولا مما وقع الحكم به ومضى، ولا مما لم يقع به بعد ولم يمض.
Bogga 32