لا تستهن بشيء في طريقك إلى النور مهما كان؛ فالذنب الكبير قد يهبك من الجمال مثله مثل الطاعة العظيمة.
استيقظت قرابة الثالثة فجرا، جلست على سريري لدقائق، كان الصمت مطبقا، والظلام كثيفا؛ فقد كان التيار الكهربائي مقطوعا. وقفت وأخذت أتلمس طريقي، وبصعوبة بالغة وصلت إلى هاتفي النقال، فتحته ليهبني شيئا من نور، ورحت أقلب الصور فيه. لم تكن بي رغبة في النوم، قمت إلى الحاسوب وفتحت بريدي الإلكتروني فوجدت رسالتين من «شادي»، كانتا من الرسائل الممررة لمعلومات عامة، حذفتهما وعدت إلى سريري أحاول النوم مجددا لكنني لم أفلح. استعنت بضوء الهاتف الضئيل واتجهت إلى الشرفة وخرجت، كان الهواء باردا خفيفا صافيا. نظرت إلى السماء فإذا هي متلألئة بالنجوم التي ما كنت لأراها لولا انقطاع الكهرباء، كان ذلك رائعا! سحبت أحد الكراسي وجلست، ورحت أتأمل السماء، وسبحت فيها طويلا، وكنت سعيدة، بإمكاني قول ذلك بكل ثقة. اجتمع سكون الليل مع الظلمة والنسمات العليلة ليهبوا لي جميعا هذا الشعور اللذيذ الذي سكن قلبي، وملأ كياني راحة جميلة، ثم تناهى إلي «تسميع»
3
أحد الجوامع البعيدة، كان يقول:
يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك؟ دلني
ووصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني
الهجر من بعد الوصال قطيعة
يا ليت قبل الوصل قد آنستني.
Bog aan la aqoon