22

A Golden Advice to Islamic Groups

نصيحة ذهبية إلى الجماعات الإسلامية

Baare

مشهور حسن سلمان

Daabacaha

دار الراية

Sanadka Daabacaadda

1410 AH

Goobta Daabacaadda

الرياض

نفوس المنابذين له، وإلا كان اجتماعهم من جنس التحالف الذي كان المشركون يفعلونه.

فإن احتج معترض بحديث عبادة بن الصامت الصحيح: ((بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في العسر واليسر)).

فنقول له، ما قاله ابن الجوزي:

وأين اشتراط الشيخ على المريد، من اشتراط رسول الله ﷺ الواجب الطاعة على البيعة الإسلامية اللازمة(١).

وذكر ابن القيم أن من كيد الشيطان بالصوفية:

أمرهم بلزوم زي واحد، ولبسة واحدة، وهيئة ومشية معينة، وشيخ معين، وطريقة مخترعة، ويفرض عليهم لزوم ذلك، بحيث يلزمونه كلزوم الفرائض، فلا يخرجون عنه، ويقدحون فيمن خرج عنه ويذمّونه ثم قال رحمه الله تعالى:

وهؤلاء اشتغلوا بحفظ الرسوم عن الشريعة والحقيقة، فصاروا واقفين مع الرسوم المبتدعة، ليسوا مع أهل الفقه، ولا مع أهل الحقائق، فصاحب الحقيقة أشدّ شيء عليه التقيد بالرسوم الوضعية. وهي من أعظم الحجب بين قلبه وبين الله، فمتى تقيد بها حبس قلبه عن سيره، وكان أخس أحواله الوقوف معها، ولا وقوف في السير، بل إما تقدم وإما تأخر، كما قال تعالى ﴿لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر﴾ فلا وقوف في الطريق إنما هو ذهاب وتقدم، أو رجوع وتأخر(٢).

فلا بدّ للعاملين للإسلام أن يبقوا مستحضرين أهدافهم السامية، متمسكين بها، بعيدين عن الآصار والأغلال، التي تجعلهم يتقوقعون على أنفسهم، فتظهر فيهم كثير من العوارض المرضية، من ظن فاسد في الناس

(١) تلبيس إبليس: (ص ١٩٢).

(٢) إغاثة اللهفان: (١٢٥/١ - ١٢٦).

22