فسبت، وقدم بين يديه آلافا ليعبروه، فهلكوا ولم يرجع منهم أحد.
ثم أتبع سببا، وسار مع وادي الرمل حتى بلغ الظلمة، فسار ليله ونهاره سواء، وعين الشمس تسقط خلفه حتى شق واديا تزلق فيه الخيل وجميع ما معهم من الدواب، فقال له أصحابه: يا ذا القرنين، ما هذا؟ قال: هذا شيء من أخذ منه ندم، ومن تركه ندم! فساروا فيه أيامًا إلى أن أشرق عليهم مكانهم، وفاض نور الصخرة، ونظروا لما حملوا معهم من ذلك الوادي فإذا هو ياقوت، فندم من حمل منه على كونه لم يستكثر منه، ومن لم يحمل ندم على كونه ضيع ما تركه خلفه.
ثم دنا ليرقى على الصخرة فاضطربت، فرجع عنها فسكنت. ثم رقي عليها الخضر فسكنت، ولم يزل يرقى وذو القرنين ينظر إليه إلى أن غاب. وناداه مناد: امض أمامك، واشرب وتطهر فإنها عين الحياة! وإنك تعمر إلى يوم النفخ في الصور، ويموت أهل السموات والأرض، وتذوق أنت الموت حقًا! فشرب وتطهر ورجع فأعلم بذلك ذا القرنين، وقال له: ليس بعد هذا مزيد لا لإنس ولا جان.
ثم أتبع سببا، ونودي بالمسير إلى مطلع الشمس، فسار ونزل على قصر المجدل وهو قصر عابر بن شالخ، فرأى من عجائبه أن يرى من داخل القصر من هو خارجه، فقال فيه. ثم أمر أن يكتب عليه شعرًا فيه:
1 / 115