كفاتهم إلا من عرفوا مولده، ووجدوا أدلته من البروج والكواكب موافقة لأدلتهم ومشاكلة لها. وأنهم كانوا إذا أرادوا غزو أمة من الأمم تخيروا لذلك الأوقات السعيدة، والطوالع المشاكلة لمواليدهم، والملائمة لنصب دولتهم، ومكثوا في ارتيادها الأزمان الطويلة حتى تمكنهم على اختيارهم فكانوا يبلغون بها حيث شاءوا من المراتب العلية والمنازل الرفيعة من الظفر بالأعداء وبعد الصيت في البلاد.
وأما ما توصف به بلادهم فأخبرني كمال الدين بن فارس - وكان في خدمة الملك المسعود بن أيوب: أن اليمن تشتمل على ثلاثة آلاف حصن، وأن أوديتها تحدق بها جبال معظمها لا يدخل إليه إلا من جهة واحدة، وعلى فمه حصنان من الجانبين يمنع الداخل إليه. والسكر فيها كثير، وأنواع الفواكه والخيرات.
يمن بن يعرب
ذكر البيهقي أنه أول ملوك اليمانية التبابعة، وقد قيل: إن أول المتوجة، وأن يعرب وقحطان لم يتتوجا.
ولما ولي بعد أبيه أطاعه أعمامه وأهل بلاده، ثم إنه لزمه سقم طويل عرف من أجله بيشجب. ولما كثر احتجاجه صارت أعمامه مستقلة بما في أيديها، واضطربت المملكة، فلم يطل عمره، ومات والبلاد مضطربة.
1 / 94