أبو الأسود الدؤلي:
هو ظالم بن عمرو، من الدئل: بطن من كنانة، كان من سادات التابعين، ورد البصرة من عهد عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- ولبث بها إلى أن تولى بعض العمل فيها لابن عباس -رضى الله عنهما- عامل علي كرم الله وجهه أيام خلافته، ولم يبرحها مع الإيذاء الذي كان يلقاه من عمال بني أمية، وأصهاره الذين كانوا يرجمونه ليلا لما عرف عنه من تشيعه لعلي كرم الله وجهه، يقول من مقطوعة له في زياد:
رأيت زيادا صد عني بوجهه ... ولم يك مردودا عن الخير سائله
ومن مقطوعة أخرى في ابنه عبيد الله:
دعاني أميري كي أفوه بحاجتي ... فقلت فما رد الجواب ولا استمع
ويقول في مطلع قصيدة له في أصهاره:
يقول الأرذلون بنو قشير ... طوال الدهر ما تنسى عليا
كان أعلم عصره بكلام العرب، وله أجوبة مسكتة في أمالي المرتضى المجلس العشرين، وتقدم أنه واضع النحو على الصحيح بتعليم علي كرم الله وجهه، وأول من دون فيه، كما أنه أول من ضبط المصحف بالشكل، أخذ عنه نصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر وغيرهما، توفي ﵀ بالبصرة في الطاعون الجارف سنة ٦٩هـ١.
_________
١ ترجمته في جميع المعاجم، وخزانة الأدب الشاهد الأربعين، ودائرة المعارف الإسلامية.
1 / 58