وأما قوله رحمه الله ولا خطر في السكوت عن لعن ابليس مثلا فضلا عن غيره فمسلم عند الكل لان لعن ابليس وغيره ممن يستحق اللعن لم يكن من الفرائض التي افترضها الله على عباده حتى يكون تركها خطرا لكن تركه مفوت للتأسي بما جاء عن الله ورسوله وملائكته في لعنهم من استحق اللعن والتأسي بهم مشروع وهو نافلة من النوافل ولاخطر في ترك النافلة كما لو ترك الانسان الترضي عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي بل لو ترك الاذان والاقامة وصلاة التراويح مثلا فلا خطر عليه في ذلك اما إذا ترك لعن ابليس شكافي استحقاقه اللعن أو عنادا فهو كافر لرده المنصوص في القرآن ومراغمته ومثله التارك لعن القاتل والشارب مثلا شكا في استحقاقه اما التارك لغير الشك بل للعصبية والهوى فموكول أمره إلى الله تعالى وهذه الجملة لو لم تكن صادرة عن هذا الامام العظيم لقلنا ان قائلها أراد بها المغالطة والمشاغبة ولكنا ننزهه عن ذلك ونجريها على ظاهرها وهذه المقالات من الامام الغزالي جرأت كثيرا من أنصار معاوية على مقالات بشعة شنيعة فقال بعضهم لو ان يزيد باشر قتل الحسين بيده واستحله أيضا لم يجز لعنه وقال: آخر لا أبالي ان اقول لو اطلع مطلع على الغيب فعلم ان معاوية مات على غير الاسلام لما جاز له ان يلعنه وقال ثالث ان اللعن من السفه المذموم مع ان كتاب الله تعالى وحديث رسوله صلى الله عليه وآله مشحونان بذلك فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. أما قوله عليه وعلى آله الصلاة والسلام لا تسبوا الاموات فأنهم قد افضوا إلى ما قدموا وقوله: صلى الله عليه وآله لاتسبوا. الاموات فتؤذوا الاحياء فقد قال الحافظ الشوكاني رحمه الله في نيل الاوطار هو مخصوص بما جاء في حديث أنس وغيره أنه صلى الله عليه (وآله) وسلم قال عند ثنائهم بالخير والشر وجبت اتنم شهداء الله في أرضه ولم ينكر عليهم قال: ولان الكفار مما
--- [ 35 ]
Bogga 34