الراشدين المهديين وليس لمعاوية بن ابي سفيان ان يعهد الى احد من بعهده عهدا بل يكون الامر من بعده شورى بين المسلمين وعلى ان الناس آمنون حيث كانوا من ارض الله تعالى في شامهم ويمنهم وعراقهم وحجازهم وعلى ان اصحاب علي وشيعته آمنون على انفسهم واموالهم واولادهم ونسائهم حيث كانوا لا يطلب احد منهم بشئ كان في ايام علي وان لا يبتغي للحسن ابن علي ولا لاخيه الحسين ولا لاحد من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله غائلة سرا ولا جهرا ولا يخيف احدا منهم في افق من الآفاق على معاوية بذلك عهد الله وميثاقه وكفى بالله شهيدا وزاد ابن الاثير انه يعطيه ما في بيت مال الكوفة وخراج دارا بجرد من فارس ليرضى بذلك من لا يرضيه الا المال وان لا يشتم عليا فاجابه إلى ذلك كله الا شتم علي فانه التزم ان لا يشتمه والحسن يسمع والا انه قال اما عشرة انفس فلا أو منهم فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه يقول اني قد آليت اني متى ظفرت بقيس بن سعد ان اقطع لسانه ويده فراجعه الحسن اني لاابايعك ابدا وانت تطلب قيسا أو غيره بتبعة قلت أو كثرت فبعث إليه معاوية برق ابيض وقال اكتب ما شئت وانا التزمه ثم اعطاه معاوية عهدا بذلك واصطلحا (اتنهى) وتحقق بذلك الصلح قوله عليه واله الصلاة والسلام مما اخرجه الحاكم ما اختلفت امة بعد نبيها الاظهر باطلها على حقها قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا ثم لم يف معاوية بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله ونقض الميثاق بانه لا يعهد إلى احد من بعده فعهد بالخلافة لابنه السكير الخمير ولم يترك شتم علي حتى والحسن والحسين وسلط عليهما عامله ومروان بالمدينة يجرعهما ما يجرعهما من الاذى وحتى قتل الحسن بالسم كما مر ذكره ولم يف له بخراج دارا بجرد فان اهل البصرة منعوه عنه وقالوا فيئنا ولا نعطيه احدا وكان منعهم بامر معاوية ايضا قال رسول الله صلى الله عليه وآله من اثناء حديث اخرجه الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله
--- [ 194 ]
Bogga 193