Ka Naqshadaynta ilaa Abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Noocyada
وما زالت المصطلحات عند ابن سينا لم تستقر بعد كما هو الحال عند الكندي؛ إذ يستعمل الأيس والليس بمعنى الوجود واللاوجود أو الوجود والعدم اسما الأيس، وفعلا أيس، ومصدرا تأييسا. وما زال لفظ الأسطقسات معربا ولم يتم نقله إلى لفظ عربي.
101
وواضح أن كل الفلاسفة اليونان المذكورين موضوعون موضع النقد مثل أفلاطون وسقراط لقولهم بنظرية المثل، والفيثاغوريين لقولهم بنظرية الأعداد المفارقة وبطليموس لقوله بالكرات الثوابت خارج العالم فأين التبعية؟ بل إن ابن سينا يتمايز عنهم ويسمي فلسفتهم الحكمة المشائية وهم علماء المشائين أو الشراح. يتضح الجانب النقدي عند ابن سينا في الداخل والخارج مثل نقده أحداث المتفلسفة الإسلاميين الذين شوشوا الفلسفة بعدم فهمهم غرض الأقدمين، ووقعوا في تشبيه الأجسام بعضها ببعض، الأقل كمالا مع الأكثر كمالا. ويرفض الثنائية اليونانية التي نشأت عبر التاريخ من أجل رد الاعتبار إلى عالم الحس والواقع كما فعل الفقهاء خاصة ابن تيمية.
102
وللتخفيف من طابع التجريد يخاطب ابن سينا القارئ المفكر ويلجأ إلى عاطفة التوحيد لديه لنصرته ضد نظرية المثل الفلسفية عند سقراط وأفلاطون أو الرياضية عند الفيثاغوريين.
وفي الجزء الثاني من الإلهيات يذكر الحكماء الأقدمون واليونانيون والأقدمون والقدماء وعلماء المشائية وقوم من أحداث المتفلسفة الإسلامية لنقدهم ومراجعتهم وليس لتبعيتهم.
103
فمذهب الحكماء الأقدمين في المثل ومبادئ التعليميات. والسبب الداعي إلى ذلك مرفوض. ويوضح ابن سينا الأسباب التي أدت إلى هذا الجهل. ويحلل نظرية المثل تاريخيا. فإن كل صناعة تنشأ نشأة فجة ثم تنضج شيئا فشيئا حتى تكتمل. لذلك كانت الفلسفة في البداية خطايبة ثم أصبحت جدلية ثم اكتملت في البرهانية وهي أنواع الأقاويل الثلاثة عند ابن رشد. وهي ليست أنواعا في الخطاب فحسب بل هي مراحل تاريخية من البداية إلى الوسط إلى النهاية، من الطفولة إلى الصبا إلى الرجولة كما هو الحال عند الفارابي في تطور العلوم الفلسفية إلى البرهان ذروة المنطق، ما قبله ممهد له، وما بعده انهيار منه.
104
كما نشأت الطبيعيات عند الجمهور قبل التعليميات والإلهيات انتقالا من المحسوس إلى المعقول. وظن الناس أن القسمة توجب شيئين؛ حسيا وعقليا، ماديا ومفارقا، زائلا وأزليا. وجعلوا لكل موجود حسي وزائل صورة مفارقة عقلية أبدية. وجعلوا العلوم والبراهين تتجه نحو المعقولات الأزلية. هنا يشرح ابن سينا على نحو تاريخي نفسي نشأة نظرية المال عن طريق التوهم والعادة، وقد يقع البعض في التيار العكسي. فيتشوق الأجسام المادية وليس المعقولات المفارقة نظرا لتشبه الأجسام الأقل كمالا بالأجسام الأكثر كمالا كما فعل أحداث المتفلسفة الإسلاميين في تشويش الفلسفة عندما لم يفهموا غرض الأقدمين. فمن هم هؤلاء؟ هل الفارابي أم الصوفية، وكلاهما مكونان للفلسفة الإشراقية عند ابن سينا؟
Bog aan la aqoon