Ka Naqshadaynta ilaa Abuurka
من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)
Noocyada
هو كتاب في التعليم مما يدل على الربط بين الفلك والرياضيات بين التعليم والتعاليم، والتباعد بينه وبين التنجيم أو علم أحكام النجوم الذي يعتبر من الدراسات الفرعية في الطبيعيات كالفراشة وتعبير الرؤيا.
66
لذلك ينتقل ابن سينا من الفلك إلى الهندسة؛ لأن الفلك في النهاية علم رياضي. والحقيقة أن علم الهيئة يضم الجغرافيا والفلك. كما يضم الرياضة مثل الحساب والهندسة بالرغم من إمكانية تصنيف كتاب آخر في الجغرافيا مستقلا عن كتاب الهيئة. ويدخل التاريخ ضمن علم الفلك، التاريخ الطبيعي، تاريخ اجتماع الكواكب، تاريخ حركات الأفلاك، حوادث الافتراق والاتفاق.
67
وبالرغم من تصريح ابن سينا في آخر كتاب «الهيئة» بأنه اختصر كتاب المجسطي كما لخص من قبل كتاب «الهندسة» لإقليدس، إلا أن الاختصار هنا يعني التأليف في الموضوع بعد مراجعته على واقع فلكي آخر في زمن آخر وفي مكان آخر، ويصرح بذلك في آخر الكتاب بل وفي آخر المقال أو في أوله. وهو تصريح يؤكده الناسخ أيضا في النهاية. وفي نفس الوقت يصرح ابن سينا أن غايته هي معرفة مدى تطابق ما في المجسطي وبين المعقول في العلم الطبيعي ومعرفة كيفية وقوع هذه الحركات وأن يورد الفوائد بعد المجسطي في الزمان اللاحق ومطابقته مع زمان المجسطي بتجارب فلكية أخرى بعده تطويرا للعلم القديم وإكمالا للرصد القديم بالرصد الجديد. ولا يزعم ابن سينا أنه فلكي متخصص ولكنه رياضي دقيق.
68
ويعترف ابن سينا منذ البداية في العنوان أنه تلخيص كتاب بطليموس. ويقر الناسخ بأن ما حرره الشيخ مجرد جمع وتلخيص. ويتضح من مقدمة الكتاب ذكر اسم المجسطي صراحة وبأمانة بالرغم من صمت ابن سينا عن مصادره من أجل التحول من النقل إلى الإبداع، كبداية وليس كنهاية، كمقدمة وليس كنتيجة، انتقالا من الجوامع والعرض إلى التأليف والإبداع خاصة وأن لفظ جوامع وارد في نص «الهيئة» مما يدل على اتصال النوعين الأدبيين: الجوامع والعرض. يقتدي ابن سينا بالمجسطي دون إبداع جديد إلا في أشياء قليلة حرصا على التحول الطبيعي من النقل إلى الإبداع، واحتراما لسنة القدماء وتواصلا معها دون تعالم أو قطيعة. الجديد تماما هو كتاب «اللواحق» الذي أعلن عنه ابن سينا دون أن يمهله العمر لإتمامه. «الهيئة» إذن عرض في الفلك واللواحق إبداع فيه. وغرض ابن سينا هو تقريب المعاني إلى الأفهام، وهي إحدى غايات العرض ابتداء من المادة كلها وليس النص المحدد والتأليف في مادة الوافد وتجاوز ترجمة نصوصه والتعليق عليها والانتحال فيها ثم شرحها وتلخيصها وجمعها. العرض ابتداء من المادة والتأليف ابتداء من الذهن. ويترك ابن سينا الحسابات في الأشكال وترك ذكر تاريخ الأرصاد وتحاشى التكرار في الأشكال أي الرسوم التوضيحية. يكفي وضوح الفكرة دون ذكر الأمثلة والشواهد التي لا يعرفها إلا المتخصصون.
69
ويمكن لإنسان آخر إثبات هذه الجداول على نحو مطول أو مختصر. فالعلم عمل جماعي بين العلماء، واحد للفكرة والثاني للشواهد. الأول لقراءة الجداول والثاني لصنعها كما هو الحال في الدراسات الميدانية الحديثة. إلا أن التحليل النظري في الهيئة سابق على الجداول والإحصاءات والأشكال والرسوم، ولا يعني الاختصار مجرد حذف من المادة بل قد يكون زيادة عليها من أجل حسن العرض واكتمال التأليف والربط بين الأجزاء. بل قد يعني إعطاء تفصيلات لتقديم أجزائه وتقوية روابطه. بل إن إضافة الهيئة لبطليموس على أعمال أرسطو هو إكمال للوافد كله بصرف النظر عن المؤلف، وكذلك إدخال أصول الهندسة لإقليدس، والغريب نقص الفلك والرياضيات من أعمال أرسطو.
70
Bog aan la aqoon