122

Ka Naqshadaynta ilaa Abuurka

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)

Noocyada

107

والتأويل في النفس وفي الواقع، في الداخل وفي الخارج؛ إذ لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. العلم هو العلم بتأويل الأحاديث وتصديق الرؤية. فالعلم واقع.

108

والغاية من هذا التأويل الباطن الانسلاخ من الدنيا والانعراج نحو الآخرة، والقضاء على الاغتراب في الدنيا من أجل التوحد مع الآخرة. وفسرت الآيات كلها تفسيرا روحيا بعيدا عن الحسن وكرد فعل على حياة البذخ والترف والانكباب على الدنيا. يتضح ذلك في الرسالة التاسعة، أطول رسائل الجزء الأول. ظاهرها العلم وباطنها التصوف مثل نهايات «الإشارات والتنبيهات» لابن سينا. لذلك تكثر آيات العروج، عروج أرواح النبيين والصديقين والشهداء والصالحين المحقين المستبصرين، كل في فلك يسبحون.

109

ويقوم هذا الخلاص على ثنائية الخير والشر، الثواب العقاب، الوعد والوعيد، الجنة والنار، الروح والبدن كما هو الحال في ثنائيات الصوفية التي تعرب عن رغبة جماعات الاضطهاد في الخلاص. وتأخذ الثنائيات أشكالا اجتماعية مثل الغنى والفقر، القوة والضعف، النبل والحقارة، القرب والبعد، الجود والبخل، الحياء والصلف، المهابة والصنعة، السلامة والسقم التي تكشف عن الصراع بين قوتي العدل والظلم، المضطهدين ضد المضطهدين، الجماعة السرية ضد النظام القائم، مما أنتج أخلاق العزاء والأمل في عالم أفضل، والعودة إلى النفس لإنقاذها بعد أن استعصى خلاص العالم. لذلك تم تفسير الآيات على نحو إشراقي عن العلم في النفس، والحرمان والطرد ومقاومة العدو والجزاء والعقاب. فتحولت العقائد إلى مأساة في الخلق والبعث. والآيات القرآنية نفسها تسمح بهذا التفسير الإشراقي كما تسمح بغيره من التفسيرات العقلية والاجتماعية والسياسية. فكل عصر يقرأ نفسه فيه. يكشف التفسير عن صورة العصر أكثر مما يكشف عن مضمون القرآن. القرآن مجرد مرآة عاكسة للعصر من خلال صورته في التفسير، تفسير الظاهر أو المقهور، الغني أو الفقير، القوي أو الضعيف، السلطة أم المعارضة، الدولة أم الشعب. (ج) آيات النسق

ويصعب التمييز بين آيات المنطق والطبيعيات والإلهيات. فكلها آيات إشراقية، منطق إشراقي، وطبيعيات إشراقية، وإلهيات إشراقية. تصب الحكمة كلها في إشراق النفس. المنطق ليس أداة للعلم لأن العلم إشراقي وأداته إشراقية. يأتي من الإسراء والمعراج كما فعل محمد ومن الكلام من الله كما فعل موسى،

يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات . المنطق علم إشراقي، علم نظري خالص، نور يهدي الإنسان، علم لدني من السماء. شرطه الزهد ومقاومة متاع الدنيا والتحذير من غرورها واللهو والزينة واللعب والنساء والبنين والذهب والفضة، هذا الهشيم الذي تذروه الرياح. الله نور السموات والأرض، نوره كمشكاة فيها مصباح في زجاجة، كوكب دري يضيء. الإشراق في النفس طبيعي لأن الله نور الطبيعة على عكس النفس المظلمة التي تعيش في الظلمات. وقد كانت النفس من قبل هبوطها إلى البدن في إشراقها ثم هبطت إلى العالم وأصبحت في جسد، فسادتها الأهواء والعداوات. وهنا تنال النفوس المضيئة نعيمها، والنفوس المظلمة عذابها بلا عمل صالح إلا مجاهدة النفس مكافأة على الإشراق.

110

العلم إذن هو العلم الرباني، شرح الله الصدر للإسلام، النور في المشكاة في المصباح على عكس الكافر الذي يسعى في الظلمات. والإيمان يورث العلم، الإيمان أولا والعلم ثانيا. الإقرار فالتصديق فالعلم والعمل هو طريق الأنبياء والحكماء. الإقرار ثم الإيمان ثم المعرفة الإسلام ثم التصديق ثم العقل. فالناس ثلاث طبقات؛ علم وإيمان، إيمان بلا علم، علم بلا إيمان. فالعلماء على درجات طبقا لعلومهم، أعلاها علم الإيمان، والكتاب فضل من الله، وهو ثلاث درجات؛ ظلم النفس والاقتضاء ثم السبق بالخيرات وهو علم متاع في الدنيا إلى يوم البعث. وهو العلم بالغيب مع أهل الاعتبار.

Bog aan la aqoon