Napoleon Bonaparte ee Masar
نابوليون بونابارت في مصر
Noocyada
المادة الرابعة:
يعين مع المدير المشار إليه آنفا وكيل فرنساوي للمخابرة مع إدارة ديوان المالية ولتنفيذ الأوامر التي تصدر له من هذه الجهة ويكون تابعا لها. ا.ه.
بونابرت
ووضع نابوليون عدا ذلك مذكرة تقضي بتثبيت جميع الملاك في أملاكهم، وبالمحافظة على الأوقاف التابعة للمساجد والمعاهد الدينية، وأن تستمر المعاملات التجارية والمدنية على ما كانت عليه، وأن يبقى السير في الأعمال القضائية على ما كان عليه. •••
فأنت ترى من هذا النظام أن نابوليون قد وضع المهم من سلطة إدارة أمور البلاد في أيدي أبنائها، مكتفيا بالرقابة العامة، ولكن البلاد كانت خالية من الرجال المصريين الذين يصلحون لتولى مهام هذه الشئون، بدليل اختيار أعضاء الديوان في القاهرة بعض رجال المماليك لتولي إدارة الأحكام، وقد ذكر المعلم نقولا الترك أن محمد أغا المسلماني الذي عين محافظا لمدينة القاهرة أرمني اعتنق الإسلام، وتعيين أغا من الإنكشارية بقوة مسلحة تحت يده معناه بقاء السلطة الفعلية في أيدي أولئك العتاة الظالمين.
ومع وضع هذا النظام الشبيه بالدستوري في شكله، ومع عظيم تودد الفرنساويين للمشايخ والأعيان والعلماء والمسلمين عامة، فإن ذلك لم يمنعهم من فرض ضريبة فادحة على مدينة القاهرة فقد روى الجبرتي، أنهم في يوم السبت «28 يونيو» اجتمعوا بالديوان وطلبوا دراهم سلفة، وهي مقدار خمسمائة ألف ريال «مائة ألف جنيه» من التجار والمسلمين والنصارى والقبط والشوام وتجار الإفرنج أيضا، وأما المعلم نقولا الترك فيقول في رسالته: «وكان أمير الجيوش بونابرته بعد دخوله إلى أرض مصر أحضر تجار ديوان البهار المعروف بديوان البن الوارد من الأقطار، وطلب منهم ألف وستمائة كيس، وطلب من الأقباط المباشرين الدواوين ألف وستمائة كيس، أخرى ومن تجار النصارى ثمانمائة كيس، وتسلم تلك الأربعة آلاف كيس ستة أيام ووعدهم بوفائها عندما يروق الحال ويتسع المجال.» ا.ه، فإذا كانت قيمة الكيس كما ذكرها «بيريه» ستين جنيها، تكون الضريبة التي فرضها نابوليون على القاهرة 240000 جنيه.
ثم أخذوا أيضا يجمعون الأموال بطرق شتى، ويحصلون على الغنائم ومقتنيات المماليك بأساليب عديدة، فمن ذلك أنهم نادوا على نساء أمراء المماليك بالأمان وأنهن يسكن بيوتهن، وإن كان عندهن شيء من متاع أزواجهن يظهرنه، فإن لم يكن عندهن شيء يصالحن على أنفسهن، ويأمن في دورهن! قال الجبرتي: «فظهرت الست نفيسة زوجة مراد بك وصالحت عن نفسها وأتباعها من نساء الأمراء والكشاف بمبلغ قدره مائة وعشرون ألف ريال فرنساوي «24000 جنيه»!
ثم قال أيضا: إنهم جمعوا أموالا طائلة من بقية نساء الأمراء، وصاروا يعملون عليهن إرهاصات وتخويفات، وكذلك مصالحات على الغز والأجناد المختلفين والغائبين والفارين فجمعوا بذلك أموالا كثيرة.
ولم يكتفوا بكل هذا بل طلبوا الخيول والجمال والسلاح والأبقار فحصلت عليها مصالحات «أي: دفع الناس بدلها أموالا».
وصاروا يفتشون الدور ويستخرجون الخبايا والودائع ويستعينون بالخدم للاستدلال على مستودعات أسيادهم، وفرضوا ضريبة أخرى غير السابقة على أهل الحرف من التجار في الأسواق، فلأي سبب كانوا يجمعون هذه الأموال، وبأي حق كانوا يصادرون الناس وفي أي شريعة يدفع النساء إتاوة للإقامة في دورهن؟ إن من حقوق الفاتح أن يغنم ما يقع في يده من الغنائم التي يتركها العدو في ميدان الحرب، وله حق مصادرة أملاك أعدائه الذين حاربوه وماتوا في ساحة الوغي، وله أن يجمع السلاح ويتقي شر الثورات والقلاقل، ولكن جمع هاتيك الأموال على ذلك الشكل مما يسيء إلى سمعة نابوليون وقواده وضباطه الذين جمعوا تلك الأموال، وقد روى بوريين عن نابوليون أنه عاد من حروبه في إيطاليا بمبلغ ثلاثة ملايين من الفرنكات، فلا شك أنه عاد من مصر بمثلها أو أكثر منها، وقل مثل ذلك عن القواد والضباط.
Bog aan la aqoon