Napoleon Bonaparte ee Masar
نابوليون بونابارت في مصر
Noocyada
La Revalliere Lépeaux
فإنه عارض واحتج على تجريد فرنسا من ثلاثين أو أربعين ألفا من خيرة الجنود الفرنسية، وتعريضهم مع سفن الأسطول إلى معركة بحرية مع الأسطول الإنكليزي في البحر الأبيض المتوسط، وإبعاد القائد العظيم الذي تخافه النمسا وتخشاه، هذا عدا حمل الباب العالي على محاربة فرنسا لتعديها على ولاية من ولاياته، فكان نابوليون على رأي هذا المؤرخ، يرد هذه الاعتراضات بأنه لا خوف من الأساطيل الإنكليزية، وإن سحب ثلاثين أو أربعين ألف جندي من فرنسا، ليس بالشيء الذي يذكر ما دام جيشها أكثر من ثلث مائة إلى أربعمائة ألف جندي، وأن الباب العالي قد فقد مصر لاستبداد المماليك بالأمر فيها، واشتد الجدال بين نابوليون ومعارضيه، حتى هدد بالاستعفاء من منصبه، فكان جواب لاريفاليير بشدة «إنني أبعد من أن أقبل استقالتك، ولكني أرى أنك إذا قدمتها، فعليهم قبولها.» فصمت نابوليون ولم ينطق بكلمة الاستقالة بعدها، والروايات في هذه النقطة متناقضة؛ إذ قال بعض المؤرخين: إن الذي أجاب نابوليون ذلك الجواب هو رويبل، وقال آخرون: إنه باراس، ورأى «تيير» المؤرخ العظيم
Thiers
أن هذا الفصل حدث مع لاريفاليير كما ذكرنا.
وكيفما كان الحال فإن الحكومة الفرنسوية قد قررت الحملة، وعينت نابوليون قائدا عاما على جيش البر والبحر لهذه الحملة، وبلغ من أمر التكتم بشأنها أن القواد وكبار الضباط، لم يكونوا يعلمون إلى أين هم سائرون ، ولم يأمن رئيس الحكومة «الدير كتوار» إلى كاتب بكتابة أمر الحملة وقيادتها، فكتبهما بخط يده.
وليس من شأننا أن نأتي على بيان التحضيرات الحربية ، البرية والبحرية؛ إذ يكفينا أن نقول إن الحملة كانت مؤلفة من اثنين وثلاثين ألف جندي من البرية والبحرية، تحملها 13 قايقا و14 بارجة و400 سفينة لنقل العساكر والمهمات، وتقرر أن تسير السفن من ثغور طولون ومارسيليا وجنوا في فرنسا، وسيفاتافتشيا في إيطاليا.
ولقد أظهر نابوليون بإجماع الباحثين والمدققين، مهارة عظيمة ونظرا ثاقبا، وقريحة وقادة في تجهيز هذه الحملة؛ إذ رووا أنه فكر في كل شيء من دقائق الأمور، فلم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا رتبها وبوبها وأحصاها، فبدأ باختيار زهرة القواد، وخلاصة الضباط، ولم ينس أصناف الصناع، وأرباب الحرف اللازمة للجيش، وجلب من روما المطبعة العربية واليونانية، وأحضر معها فئة من العارفين بصف الحروف وطبعها، وجمع عدة آلات وأدوات علمية، ولم ينس انتقاء مكتبة جامعة للكتب عن مصر والشرق، ليقرأها مع ضباط جيشه أثناء سفرهم.
وانتهت كافة التجهيزات في 12 إبريل سنة 1798، وأمضى الأمر بتكوين «جيش الشرق» وتعيين نابوليون بونابرت قائدا عاما، وفوض له الاستيلاء على الديار المصرية، وطرد الإنكليز من جميع البلاد التي يمتلكونها في الشرق ما استطاع لذلك سبيلا، وعلى الأخص القضاء على تجارة الإنجليز في البحر الأحمر، وفوض له أيضا خرق برزخ السويس، واتخاذ الوسائل اللازمة لضمان امتلاك البحر الأحمر واختصاص جمهورية فرنسا به، فما كان أحلاها أحلاما!! وما كان أبعدها تحقيقا!! والملك لله الواحد القهار.
وكادت حادثة الاعتداء على سفير فرنسا
14
Bog aan la aqoon