Napoleon Bonaparte ee Masar
نابوليون بونابارت في مصر
Noocyada
11
وللشيخ المسيري هذا شأن يذكر عند قدوم الحملة الفرنسية كما أنه عاش إلى زمن محمد علي، وكان له شأن معه.
وبهذه المناسبة نذكر أن «براون» قدر سكان الإسكندرية عند قدومه إليها في سنة 1792 بنحو عشرين ألفا بينهم عدد كبير من الأروام، ويتولى إدارة الأحكام فيها قاض يعين من الآستانة ومعه مشايخ المذاهب الأربعة، ولكن «سافاري» الذي زار مصر، وكان في الإسكندرية في 24 يوليو سنة 1777، يقول: إن سكان الإسكندرية في ذلك الزمن، لم يكونوا يتجاوزون الخمسة الآلاف، والحقيقة بين هذين العددين؛ أي: حوالي الاثني عشر ألفا.
مراد وإبراهيم
لا نختم هذه المقدمة التي ألممنا فيها، بعض الإلمام، بحالة مصر من الوجوه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأخلاقية، قبل قدوم الحملة الفرنسية دون أن نأتي على ذكر لتاريخ الرجلين اللذين كانا يحكمان مصر، في ذلك العهد، وعلى وصف موجز لأخلاقهما، وظروفهما وأحوالهما.
كانت الكلمة العليا في البلاد المصرية، عند قدوم الحملة الفرنسية، في يد رجلين من مماليك محمد بك أبو الذهب، وهما مراد وإبراهيم، أو إبراهيم ومراد؛ لأنه من الصعب أن يقدر الباحث في حلكة تلك الفترة، من كان منهما أولى بالتقديم من صاحبه؛ ذلك لأنه في لحظة من اللحظات، أو فترة من الفترات، كانت تبدو القوة والنفوذ والسيطرة في يد مراد، وما هي إلا أيام أو شهور حتى ترى مرادا منزويا في قصوره بين أخدانه ونسائه، والأمر كل الأمر في يد إبراهيم.
كان مراد رجلا جريئا مقداما ممتلئا ثقة بنفسه، أو بعبارة أخرى، مخدوعا مغرورا فيها، وكانت له حركات تدل على أنه عصبي المزاج حاده، على أنه قد كان مع ذلك شديد الغيرة على مركزه، لا يقبل الضيم، ولا يرتاح إلى السكون والدعة، بعكس مناظره أو شريكه إبراهيم، فإنه كان على جانب كبير من الدهاء والحيلة، لا يقدم رجلا دون أن يفكر في العاقبة، ولذلك كنت تراه ينزوي ويترك الأمر في يد منافسه حين يرى منه ميلا ذلك، فلا يعارضه ولا يقاومه، ولكن يعمل لتحين الفرص لإسقاطه.
مات مراد بك في الصعيد، والفرنسيون في مصر، ولكن إبراهيم عمر طويلا وهرب إلى الشام، وعاد مع الأتراك والإنجليزي لإخراج الفرنسيين، وبقي إلى زمن محمد علي، وكان من الذين طاردهم محمد علي إلى بلاد النوبة، ومات فيها.
وكان الشيخ عبد الرحمن الجبرتي معاصرا لهما، وعارفا بطباعهما وأخلاقهما، فآراؤه من هذه الوجهة، حجة ثقة، وإن كان الشيخ الجبرتي حاقدا بعض الحقد لأسباب لا نعلمها، على مراد بك، كما يظهر ذلك من الكلام عنه، كلما عرض ذكر اسمه فيما كتبه من حوادث تلك الأيام.
وخلاصة تاريخه عند الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، أنه كان من مماليك محمد بك أبو الذهب، ومحمد بك، مملوك علي بك الكبير، وعلي بك، مملوك إبراهيم كتخدا القاضدغلي.
Bog aan la aqoon