Napoleon Bonaparte ee Masar
نابوليون بونابارت في مصر
Noocyada
وشيخ البلد دوسطين (Dustin)
ودخل مصر بالعز والنصر، وقدم السلام عليه القواد والحكام والعلماء والأعيان.»
وقال الجبرتي في ختام روايته عن سفر نابوليون:
فتحير الناس وتعجبوا في كيفية سفره ونزوله البحر مع وجود مراكب الإنكليز ووقوفهم بالثغر ورصدهم الفرنساوية من وقت قدومهم الديار المصرية صيفا وشتاء، ولكيفية خلاصه أنباء وحيل لم أقف على حقيقتها.
ونحن سنكمل لمولانا المرحوم الشيخ الجبرتي هذه الأنباء والحيل التي لم يقف على حقيقتها نقلا عن أقوال الذين رافقوا نابوليون في سفره، ومجازفته لتتم بهذه الصورة، ونختم الرواية.
وقع الخبر على كليبر
عرف القارئ من الفصل السابق أن نابوليون لم يكن ينوي الاجتماع بكليبر، ولذلك ترك أوامره وتعليماته للجنرال منو في ضواحي الإسكندرية، أما كليبر فإنه وصل إلى رشيد انتظارا لمقابلة نابوليون، فعلم من منو أن القائد العام سافر من الإسكندرية ولم يذهب إلى مكان المقابلة في رشيد، عند ذلك أحس كليبر بأن نابوليون خدعه، وأنه سافر قبل أن يقابله أو يستشيره في قبول تلك المهمة الشاقة في تلك الظروف العصيبة، كيف لا وقد كانت حالة الفرنسيين في مصر مما لا يغتبط به بحال من الأحوال على الرغم من انتصارهم في واقعة أبي قير؛ إذ لم يبق من الثلاثين ألف من الجنود الذين احتل بهم نابوليون مصر أكثر من عشرين ألفا، وكانت الأحوال المالية في غاية الحرج، ومرتبات الموظفين والجنود متأخرة مما ساعد على الانحطاط الأدبي، وتمشى هذا الشعور بين طبقات الجيش وأسلحته المختلفة.
وإذا ضممنا إلى كل هذا استعداد الأتراك، بالاشتراك مع الإنجليز، للهجوم على مصر، وشعور المصريين بالاشمئزاز من الفرنسيين وسلوكهم وآدابهم ومعاملاتهم الشخصية والعمومية، ونفور المصريين أيضا من الحاكم الأجنبي، ولو كانت حكومته أحسن نظاما وأوفر عدلا من حكم المماليك أو الأتراك.
نقول إذا ضممنا كل هذه الأمور بعضها إلى بعض، أدركنا حالة الجنرال كليبر النفسية، وتغيظه من بونابرت وسفره وتركه له هذه المهمة الشاذة القاسية، على الرغم من الظهور بمظهر الرياسة والسلطة الكبيرة التي كانت لسلفه نابوليون بونابرت.
روى منو فيما كتب من مذكراته بعد، أن كليبر حين وصل إلى رشيد - حيث تلقاه منو ليسلمه أوامر نابوليون - وعلم بسفر القائد العام، وأنه لم ينتظر مقابلته ووقف على أسماء القواد الذين اختارهم نابوليون للسفر معه أظهر منتهى الحنق والغيظ وسلق نابوليون بألسنة حداد.
Bog aan la aqoon