Napoleon Bonaparte ee Masar
نابوليون بونابارت في مصر
Noocyada
ففي 18 أغسطس برح نابوليون القاهرة قاصدا منوف، وكان القواد الذين صمم على أخذهم معه الجنرالات مورات، وبرتران، وأندريوسي، ومارمون، ولان، ومن رجال البعثة العلمية مونج وبرتلو ودنوني وبرسفال، وروى بوريين سكرتير نابوليون في مذكراته قال: «وبقي سر السفر إلى فرنسا مكتوما، إلا أن الجنرال «لانوس»، قومندان مديرية المنوفية، لما نزل عنده في يوم 19 لم تخف عليه وجهتنا، فقال لي: «إنكم مسافرون إلى فرنسا» ولم يزده جوابي بالنفي إلا زيادة في الشك.»
وفي يوم 22 وصل نابوليون ومن معه إلى الإسكندرية، وقد قال برتران في مذكرات سانت هيلانة عند اختياره للجنرال كليبر في قيادة الجيش الفرنساوي في مصر ما نصه: «كان الجنرال ديزيه أكفأ ضابط لتولي رياسة جيش الشرق، ولكن وجوده في فرنسا كان أنفع، ويليه في الدرجة كليبر، ثم الجنرال رينيه، ولقد فكر نابوليون في استصحاب أولئك الثلاثة معه إلى فرنسا، وفي أن يترك القيادة في مصر للجنرال لاونس، ولكن لما فكر في أخطار السفر في البحر، فضل أن يترك رياسة الجيش في مصر في يد ضابط ذي كفاية ووقع اختياره على الجنرال كليبر.»
وهذه العبارة كتبت بعد ستة عشر عاما من هذا التاريخ، وأراد بها نابوليون تبرئة نفسه مما وجه إليه من التهم، مع أنه لم يكن يحب الجنرال كليبر، ولم يرد أن يقابله قبل سفره من مصر خشية من جرأة كليبر ولسانه المر، وتحاشيا من أن يقول له: «إما أن نسافر معا وإما أن نبقى معا»، وإلا لو أراد أن يجتمع بالجنرال كليبر قبل سفره، لضرب له موعدا مناسبا، بل وما كان ليكلفه مشقة العودة إلى دمياط بعد أن حضر إلى أبي قير بعد نهاية الواقعة، والدليل على هذا الرأي أنه اختار لمقابلته وإعطائه الرسائل والتعليمات التي كتبها لخلفه، الجنرال منو المعروف بوداعته وخضوعه وولائه لنابوليون.
8
وكان نابوليون لما وصل إلى الإسكندرية أقام خيمته في الجهة المعروفة الآن في الرمل بمحطة «كامب سيزار» «معسكر القيصر» فلما اجتمع به منو أعطاه كتاب التعليمات التي وضعها لكليبر، وترك معه أيضا عدة رسائل منها واحدة إلى ديزيه بدعوة إلى السفر لفرنسا بأقرب فرصة، ورسالة أخرى لصديقه الحميم «جونو» يعتذر فيه لعدم تمكنه من أخذه معه، وفي هذه الفترة، وفي تلك البقعة الأثرية، صرح نابوليون للجنال منو، لأول مرة، بما تتوق إليه نفسه من التطلع إلى ملك فرنسا؛ إذ قال له كما ورد في مذكرات سانت هيلانة:
سأصل إلى باريس وأطرد أولئك المحامين «أعضاء حكومة الديركتوار» الذين يهزءون بنا، والذين لا يصلحون لإدارة أحكام الجمهورية، وعند ذلك أضع نفسي في رياسة الحكومة وأجمع حولي الأحزاب المتنافرة، وأعيد الجمهورية الإيطالية، وأثبت قدم فرنسا في هذه المستعمرة الفاخرة (مصر).
رسالة بونابرت لكليبر خليفته
ترك نابوليون كليبر خلفا له في القيادة العامة على الجيش الفرنساوي في مصر، وبعبارة أخرى حاكما عاما مطلق التصرف في شئون القطر المصري، وكتب له خطابا مطولا له قيمة تاريخية عظمى؛ لأن نابوليون رسم في ذلك الخطاب أو في تلك المذكرة السياسية، الخطة التي يسلكها الجنرال كليبر في الأمور الداخلية والخارجية.
وهذا الكتاب محفوظ بالنص الأصلي في وزارة الحربية الفرنسية «وثيقة نمرة 4374»، ولأهمية هذا الخطاب، وعدم وجود أثر له في اللغة العربية، رأينا أن نأتي هنا على تعريبه بدقة وإتقان، قال:
تجد أيها القائد المواطن طي كتابي هذا أمرا تستلم بموجبه قيادة الجيش العليا، فإني قد عزمت على تقديم موعد سفري يومين أو ثلاثة أيام خوف عودة السفن الإنجليزية، وقد اصطحبت معي القوادبرتيه وأندريوسي ومورات ولان ومارمون والمواطنين مونج وبرتواليه، وتجد مع كتابي هذا بعض الأوراق التي ترى منها أننا قد خسرنا إيطاليا، وأن مدن ماتو وتورين وتوتون محصورة،
Bog aan la aqoon