ولكن قد أبطأ غادر، هل أبي ليس بحاضر؟ يلزم أن أستحضره قبل فوات الفرص، وأستحضر كل ما يلزمنا للصيد والقنص. (يخرج.)
المنظر الثالث (غادر ثم حليم)
غادر (يدخل) :
قد استحضرت على ما يلزمنا للذهاب، لكن ما لي أرى حليما ذاهبا من هذا الباب؟ آه، إن بلاء الإنسان عظيم، وخصوصا إذا عاش في ظل وغد مثل حليم، نعم، إنه داواني وآواني، وأطعمني وسقاني، وشاركني في نعمة أبيه، وجعلني أعز من أخيه، وكفاني جميع الأحزان والآلام، وغمرني بمزيد الإنعام، ولكن أرى ذاتي أن أمجده وأعظمه، وأبجله وأفخمه، شكرا له على إنعامه، وجزيل إكرامه، ومن يحتمل هكذا تحقير، ويكابد من الذل عذاب السعير.
لا تسقني كأس الحياة بذلة
وأدر بعز لي كئوس الحنظل
كأس الحياة بذلة كجهنم
وجهنم في العز أفخر منزل
فلا بد أن أقتله في وقت مناسب، وأسلم به من غوائل العواقب، وإذا سمحت الفرصة أقتل أباه، وأصير وزيرا عوضه بلا اشتباه، وحينئذ أعيش بالصفاء والهناء، آمنا من كل إهانة وعناء؛ ولذلك القصد قد أحضرت هذا الخنجر؛ لأذيقه من حده الموت الأحمر، ولكن يلزمني الآن أن أحدثه بالكلام اللطيف، وأخضع لأمره الشريف؛ كي لا يشعر بما تخفي الصدور، فأقع في البلاء والشرور، نعم هكذا أفعل، وعن هذا القصد لا أتحول.
أغشه اليوم في حلو الكلام عسى
Bog aan la aqoon