Nakabat
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Noocyada
2
فتنازعوها والفراعنة، وتطاحنوا في سبيلها التي لم تكن لأهل البلاد غير سبيل العبودية.
وكان الفينيقيون أول من سلموا للآشوريين، ثم استعان الإسرائيليون بالفاتحين على أهل دمشق، الذين كانوا يشنون عليهم الغارات، فصاروا لقاء تلك المساعدة يدفعون الجزية لملك آشور.
ثم اتحد ملك إسرائيل وملك دمشق (733ق.م) على آخر ملوك يهوذا، فاستعان هذا بالآشوريين عليهما فأعانوه، ووضعوا بعد ذلك على رقبته النير، فأمسى الملك أميرا يدفع الجزية إلى سيد البلاد الأكبر ثغلات فلازر.
كذلك كان الفاتحون في ذلك الزمان ينصرون ملكا على ملك، وأميرا على أمير، ليتم لهم النصر على الجميع. ليس في سياسة الفاتحين والمستعمرين شيء جديد.
وفي العقد الأخير من القرن السابع (607ق.م)، زحف الفرعون نخو غازيا سورية، ليعيدها إلى حوزة مصر، فاستولى على القسم الجنوبي منها، ولكن نبوخذ نصر ملك بابل جاء بعد عشر سنوات يخرج المصريين من البلاد، فالتقى عندما وصل إلى قرقميش، عاصمة الحثيين الأولى، بملك مصر، فالتحم الجيشان هناك (597)، وكانت الغلبة للبابليين.
استمر بعد ذلك نبوخذ نصر في حملاته، فاستولى على سورية وعلى مملكة يهوذا، وظلت السيادة البابلية عزيزة في البلاد ستين سنة؛ أي منذ وقعة قرقميش إلى حين سقوط بابل (538) بيد الفرس؛ فيكون الاستيلاء الآشوري البابلي قد دام في سورية نحوا من ثلاثمائة سنة.
أما العرب فلا ذكر لهم في تاريخ سورية قبل عهد الآشوريين،
3
أقول هذا على احترامي للأستاذ كرد علي، الذي يريد أن ينزلهم في بلاد الشام قبل كل نازل حتى قبل الكنعانيين. بيد أن المؤرخ رولنسون يقول إنه كان للعرب في بلاد الكلدانيين، ما بين النهرين، ملك دام مائتين وخمسا وأربعين سنة (1543-1298ق.م)، ولا يقول أكثر من ذلك.
Bog aan la aqoon