Nakabat
النكبات: خلاصة تاريخ سورية منذ العهد الأول بعد الطوفان إلى عهد الجمهورية بلبنان
Noocyada
على أن ذلك كله لم يغنك شيئا؛ فقد كنت، بلادي، الطريق الشارع، طريق الفاتحين، ومحجة الأمم. جاءوك صائلين بحرا وبرا، ومن وراء الجبال، ومن وراء الصحراء، ومما دون الفرات ودجلة وبحر الروم. جاءك الآشوريون، والمصريون، والفرس، واليونان، والرومان، والعرب، والصليبيون.
وجاءك هولاكو عدو العمران، وتيمورلنك عدو الإنسان، وابن عثمان كابوس الزمان.
ثم جاءك من الغرب فاتح كرسكي وهو ينشد ضالة الإسكندر، وجاءك من مصر ابن ألباني عظيم ينشد ضالة الكرسكي الأعظم بونابرت.
وجاءك مع الفاتحين، وقبلهم وبعدهم، طائفة من الآلهة، ورهط من الرسل والأنبياء، لو وزع ثلثهم على العالم لبلبلوه، وقد بلبلوا نصفه، والعياذ بالله!
لنعد إلى تعريف الخطط. فالخط والخطة أرض تنزلها، ولم ينزلها نازل قبلك ... إلخ.
لا يصح هذا التعريف إذن في غير الشعوب التي سكنت هذه البلاد بعد الطوفان، ولكن المؤرخين مختلفون في ذلك. والأرجح أن أقدم الشعوب في هذه البلاد هم الحثيون والعبرانيون والفينيقيون.
أما الحثيون فكانوا يسكنون في الشمال، أو بالحري، في الأرض التي تمتد من جبال طوروس إلى دمشق، وكان ملكهم مقسما إلى خمس دويلات؛ أهمها اثنتان، تلك التي كانت قرقميش (جرابلس) عاصمتها، وتلك التي نشأت في دمشق وحولها.
وكان الفينيقيون يقطنون السواحل من طرطوس إلى صور، والعبرانيون يسرحون ويمرحون في المنطقة الجنوبية التي تدعى فلسطين.
وهناك من يقول - والقول مثبوت في التوراة - إن الهجرة الكنعانية هي الهجرة الأولى إلى هذه البلاد، التي كانت تدعى بأرض كنعان، أحد أبناء حام؛ فالحاميون إذن هم أول من توطنوا هذه البلاد، بلاد كنعان، التي كانت تشمل لبنان وسورية وجميع أرض الحثيين حتى النهر الكبير، نهر الفرات.
وقد كان فيها عندما دخلها بنو إسرائيل، بعد خروجهم من مصر، واحد وثلاثون ملكا (في التوراة - يشوع 12: 7-24 - أسماؤهم وأسماء ممالكهم كلها).
Bog aan la aqoon