294

Najm Thaqib

النجم الثاقب(الجزء الأول)

Noocyada

وأبرز ببرزة حيث اضطرت القدر(3) وإنما وجب حذف عامل التحذير لوجود القرينة وعدم الفرصة لخشية الوقوع في المهلة قبل تمام الكلام، وقد اختلفت في كيفية الحذف، فذهب الأكثرون: أن أصله (اتقك والأسد) بفعل متعد إلى واحد فكرهوا الجمع بين ضميري الفاعل والمفعول لشيء واحد فأتوا بالنفس ليتصل بها المفعول، فصار (اتق نفسك والأسد) فحذفوا الفعل، ولحقه الفاعل لما كان متصلا به، ثم حذفوا النفس(1) لزوال الموجب للإتيان بها، وبقي الضمير اسما على حرف واحد فلم يمكن النطق به، فأتوا بصيغة الانفصال، فقالوا (إياك والأسد) ومعناه: اتق نفسك أن تتعرض للأسد والأسد أن يتعرض لنفسك والواويحتمل أن تكون للمعية وأن تكون عاطفة(2) قال نجم الدين:(3) الأولى أن يقدر العامل متأخرا واصله (إياك باعد أونح) وجاز اجتماع ضميري الفاعل والمفعول لشيء واحد لأنه منفصل، كما في (ما ضربت إلا إياك)وذهب أبوالبقاء(4) والأندلسي: أن المقدر فعل يتعدى إلى اثنين، أي (وق أوجنب نفسك الأسد) والواويحتمل أن تكون زائدة، أوبدل من حرف الجر، كما قالوا (شاة ودرهم) أي (شاة بدرهم) وضعف بأن حرف العطف لا يكون زائدا، وإبداله من حرف الجر شاذ.[و49]

قوله: (مثل إياك والأسد) يعني أن التحذير ثلاث صيغ، الأولى بالواونحو: إياك والأسد، وإياك وإياه: قال الشاعر:

Bogga 347