الأول: قوله: (ويختار الرفع بالابتداء عند عدم قرينه خلافه)(2) يعني أنه يختار رفع الاسم الذي بعده فعل مستقل عنه بضميره أومتعلقه، عند عدم قرينه النصب وغيره من الأقسام خلاف قرينة الرفع، وذلك مثل (زيدا ضربته)، والرفع أولى لأنه لا يحتاج إلى تقدير(3)، ولا قرينة للنصب تدل على التقدير ومنه قوله تعالى: {والقمر قدرناه منازل}(4) و{سورة أنزلناها}(5) قال سيبويه: النصب عربي كثير والرفع أجود(6)، وإنما كان أجود لأنه أخصر لا يحتاج إلى تقدير، ولأن الجملة مع الرفع لها موضع من الإعراب، لأنها خبر لها، ولا موضع مع النصب لأنها مفسرة، لأن الجمل التي لا موضع لها من الإعراب ؛ أربع: (7) المفسرة والصلة والاستئنافية والاعتراضية، والتي لها موضع من الإعراب أربع(1)، وهي حيث تكون خبرا لمبتدأ، أوصفة لموصوف، أوحالا لذي حال أومضافا إليها أسماء الزمان، وضابطه ما وقعت الجملة فيه موقع المفرد، فلها محل، وما لم فلا محل لها.
الثاني: قوله: (أوعند وجود أقوى منها)(2) يعني أن الرفع يختار، وإن وجدت قرينة النصب، إذا كانت قرينة الرفع أقوى منها وذلك مع (أما) إذا كانت لغير الطلب ومع (إذا). التي للمفاجأة، مثل (أما) نحو: أن تعطف على جملة فعلية مع (أما) نحو: (جاء زيد وأما عمروفقد ضربته) فإنه قد حصلت قرينة النصب، وهي العطف على جملة فعلية، وقرينة الرفع وهي أن أكثر ما يقع بعد (أما) المبتدأ فغلبت قرينة الرفع من حيث أنها لا تحتاج إلى التقدير.
Bogga 329