قوله: (وإنما أنت سيرا)(3) مثال لما في معنى (إلا). قوله: (أووقع مكررا)(4) يعني أووقع المصدر الداخل على الاسم الذي لا يكون المصدر خبرا عن ذلك الاسم مكررا، وإن لم يكن بعد نفي ولا معناه، ولابد من هذين الشرطين وهما: أن يدخل على الاسم لا يكون خبرا عنه، لئلا يرد، نحو: {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا}(5) فإنه داخل على فعل (وسيري سير سير) فإنه خبر عنه(6) ، ومثاله (زيد ضربا ضربا) فإن المصدر مكرر، وهولا يكون خبرا عن زيد لأنه جثة، ولا فرق في المكرر، بين أن يكون من لفظه نحو(زيد سيرا سيرا) أومن غير لفظه بعطف نحو: (زيد ضربا وقتلا) أوبغير عطف نحو(زيد قياما وقعودا) دخلت عليه نواسخ المبتدأ والخبر، نحو(إن زيدا سيرا سيرا) و(كان زيد سيرا سيرا) أولم تدخل، وإنما وجب فيه الحذف، لأن المراد الحصر والاستمرار، وإظهار الفعل يدل على الحدوث والتجدد، أولأنهم أقاموا في المكرر أحد المكررين مقام الفعل.
قوله: (ومنها) أي من الواجبات القياسية (ما وقع تفصيلا) احتراز من أن لا يقع تفصيلا فإنه يظهر ك(مننت منا) و(ضربت ضربا).
قوله: (لأثر مضمون جملة) احتراز من أن يقع تفصيلا لمضمون الجملة، وهومعناها، لا لأثرها، فإنه يظهر، نحو: (زيد يسافر إما سفرا قريبا أوبعيدا) واحتراز من أن يقع تفصيلا لمضمون مفرد نحو(سفر زيد إما سفر قريب أوبعيد) ولأثره(1)، نحو{فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء}(2) فإن الفعل يظهر في هذه الاحترازات، ومراده بالأثر، عاقبة معنى الجملة، وفائدها ومقصودها من الفرض المطلوب منها، وسماه أثرا، لأن الغرض من الشيء يحصل بعد حصول ذلك الشيء كالأثر الذي يكون بعد المؤثر.
قوله: (متقدمة)، قال الوالد: قيد مستغنى عنه ، لأن التفصيل لا يكون إلا للمتقدم ، إلا أن يريد أن هذا المصدر لا يتقدم على جملته.
Bogga 259