قوله: (والأصل أن يلي فعله) معناه أن مرتبة الفاعل بعد فعله بلا فصل، لأنه أحد جزئي الجملة، قدم عليه الفعل، لئلا يلتبس بالمبتدأ، أولأنه كالجزء منه، ودليل ذلك تسكين آخر الفعل له نحو: (1) (ضربت)، وتأنيثه مع أن الأفعال مذكرة، وإعراب الفعل بعد الفاعل في (يضربون) وأخواته، والإعراب إنما يكون على الآخر إن كان بالحركة، وعقيب الآخر إن كان بالحرف، والنسبة إليه، نحو(كنتي)، والنسبة إلى المركبات، إنما هي في الأول فقط.
قوله: (فلذلك جاز ((ضرب غلامه زيد))) يعني لما كان أصله أن يلي فعله، جاز أن يقال هذا المثال، وإن كان ظاهره عود الضمير إلى غير مذكور، لما كان رتبته التقديم، وإن تأخر لفظا.
قوله: وامتنع (ضرب غلامه زيدا) لما كان الفاعل في رتبته لفظا ومعنى والضمير المتصل به عائد على زيد وهومتأخر لفظا ورتبه ولابد فيما يرجع إليه الضمير فاعلا كان أومفعولا من أن يتقدم لفظا ورتبة، نحو(ضرب غلامه زيد)، فأما المتأخر لفظا ورتبة، وهوقوله: وامتنع (ضرب غلامه زيدا) فمنع من ذلك البصريون، لعود الضمير على غير مذكور، وأجازها الأخفش(2) وابن جني(3) محتجين بقوله:
[69] جزى ربه عني عدي بن حاتم ... ..................................(4) قال نجم الدين: والأولى تجويز ذلك على قله(1).
Bogga 151