============================================================
111ظ/ فإن قلنا لك: / زعمت : إن الله خلق الشجر، الذى يكون منه الثياب، وخلق الحديد، الذى يكون منه الرابيل. فتسالنا، زعمت : هل يجوز إذا راينا حديدا أن نقول : هذا سرابيل، وإذا رأينا شجر قطن أو قطنا أو كتانا، قلنا : هذه سرابيل تقينا الحر، ولم تغزل، ولم تنسج، ولم تحك، ولم تعمل، وإذا رأينا جبلا مصنوعا ليس فيه كن، قلنا : هذا كن 114..
فاذا قلنا : نعم، زعمت .. قلت : فهذا ما لا تقبله العقول، ولا بمترى فيه أحد أنه كذب.
الجواب قال أحد بن يحيى، صلوات الله عليهما، فجوابنا لك أنه يلزمك فى هذه الدعوى، مثل ما يلزمنالك، وقد علمت، وعلم أهل العقول، أنا لا نقول أن الحديد ولا القطن ولا شجر القطن، يجوز فى اللغة أن يسمى (1) سرابيل تقينا الحر وسرابيل تقينا الباس.. ولا يجوز ان يقال لجبل ليس فيه كن : إنه كن . هذا باطل فاسد، محال من المقال لايقوله أحد، ولا يذهب اليه متكلم .
ويلزمك ان الله، عز وجل، خلقها منفردا بخلقها، ثم أوجدها ، فعمل العباد منها السرابيل، هم منفردون بعمل ذلك؛ لان الله، عز وجل، الذى فعلها، لم يعمل الدروع حلقا مدوره ولاسترها بمساميرها دسرا، ولا جعل لها الجيوب ولا الأكمام ، ولا حفر الكهوف فى الجبال بالمعاول، وإنما خلق الله، عز وجل، الحديد الذى منه علت الدروع، وخلق الشجر، وخلق فيه القطن، الذى منه عمل الناس الثياب، وحاكوها هم منفردون بعل ذلك كله، والحديد والشجر: وجيع ما خلق الله من الاشياء، الشى منها اشتق العباد ما عملوا، كل ذلك، موجود غير معدوم ولا مفقود، تبصره الأعيان وتحسه الايدى، وتدركه جيع الحواس، وتوقن به العقول، ويوجد جسما مجما مرايا (1) مدركا حاضرا معروفا، لاشك فيه ولا مرية.
وعند ذلك تلزمك، ايها المفترى على الله، عز وجل، الفرية العظيمة فى قولك : (1) في الأصل : هما: (4) في الأصل : مريا
Bogga 348