تحدث عن انعكاس البصر عن الرش المطيف بالنير إلى النير حيث يكون الغمام المتوسط لا يخفى النير ولأن الزوايا تكون متساوية يكون الأجزاء المنعكس عنها الضوء متساوية البعد عن النير فرؤى دائرة كأنها منقطة محورها الخط الواصل بين الناظر وبين النير ولأنها تؤدي الضوء إلى البصر ترى نيرة ولأن ما سواها لا يفعل ذلك يرى غير نير فتتميز دائرة مضيئة نيرة وخصوصا وما في داخلها ينفذ عنه البصر إلى النير ونوره الغالب على أجزاء الرش يجعله كأنه غير موجود وكأن الغيم هناك هواء شفاف ولأن الناظر في الهالة والغمام بينهما وزوايا العكس مطيفة بالنير فلذلك ترى دائرة - وأما القوس فإن الغمام يكون في خلاف جهة النير فتنعكس الزوايا عن الرش إلى النير لا بين الناظر والنير بل الناظر أقرب إلى النير منه إلى المرآة فتقع الدائرة التي هي كالمنطقة أبعد من الناظر إلى النير فإن كانت الشمس على الأفق كان الخط المار بالناظر والنير على بسيط الأفق وهو المحور فيجب أن يكون سطح الأفق يقسم المنطقة بنصفين فيرى القوس نصف دائرة فإن ارتفعت الشمس انخفض الخط المذكور فصار الظاهر من المنطقة الموهومة أقل من نصف دائرة - وأما تحصيل الألوان على الجهة الشافية فإنه لم يستبن بعد والسحب ربما تفرقت وذابت فصارت ضبابا وربما اندفعت بعد التلطف إلى أسفل فصارت رياحا وربما هاجت الرياح لاندفاع بعضها من جانب إلى جهة " وربما هاجت لانبساط الهواء بالتخلخل عند جهة واندفاعه إلى أخرى " وأكثر ما يهيج لبرد عطفها مقاومة الحركة الدورية التي تتبع الهواء العالي فانعطفت رياحا والسموم ما كان من هذا محترقا وربما كان من جهة مادة الشهب إذا احترقت ونزل رمادها وربما كان لمرورها بالأراضي الحارة - وربما احتبست الأبخرة في داخل الأرض فتميل إلى جهة فتبرد بها فتستحيل ماء فيستمد مددا متدافعا فلا تسعه الأرض فتشق فيصعد عيونا وربما لم تدعها السخونة تكثف فتصير ماء وكثرت عن أن تتحلل وغلظت عن أن تنفذ في مجاري مستحصفة وكانت مجاريها أشد استحصافا من مجاري أخرى فاجتمعت ولم يمكنها أن تثور خارجة فزلزلت الأرض وأولى بأن يزلزل الدخان الريحي وربما اشتدت الزلزلة فخسفت الأرض وربما حدث في حركتها دوي كما يكون من تموج الهواء في الدنان وربما حدثت الزلزلة من تساقط عوالي وهذه في باطن الأرض فيموج بها الهواء المحتقن فيزلزل الأرض وربما تبع الزلزلة نبوع عيون - وهذه الأبخرة إذا نبعت عيونا أمدت البحار بصب الأنهار إليها ثم ارتفع من البطائح والبحار والأنهار وبطون الجبال خاصة أبخرة أخرى ثم قطرت ثانيا إليها فقامت بدل ما يتحلل
Bogga 129