مثل هذا الجسم مبدعا ومكانا الجسمين فاسدان لأن أحياز الفاسدات جملة لا يتخللها مبدع كما تبين ويمكن أن يكون كلاهما مبدعين - وكذلك لا يمكن أن يكون المحيط فاسدا وكلا المحاطين بالطبع ابداعيان ولا أيضا أحدهما وحده ابداعي والقوة المحركة للحركة الابداعية غير متناهية فليست إذا بجسم فهي إذا مباينة فهي إذا تحرك بتوسط قوة جسمانية كما قيل في المادي والحركة المستديرة فهي إذن تحرك بتوسط قوى جسمانية هي نفس - فإذا لتلك النفس تأثير في الحركة من جهة قبول طبيعي من تلك القوة المفارقة وتحرك طاعة وشوقا انبثا في طبع تلك النفس كطاعة قوة الحديد لقوة المغناطيس وهو اختيار وإرادة لازمة للجوهر. فص في الأجسام المكنونة وأما الأجسام التي تتكون منها الكائنات المركبة فإنها إذا اجتمعت اتحدت بالالتحام وليس ذلك لها بما هي أجسام وإلا فكل جسمين إذا التقيا التحما فإذا ذلك بقوى تفعل بها بعضها في بعض وينفعل بها بعضها عن بعض وينبغي أن تكون تلك الاجسام في حيزنا هذا لأن العالم واحد وحيز الفاسدات واحد وفي هذا الحيز فاسدات فهو هو - وهذه الأجسام تشترك في مبادئ الكيفيات الملموسة وفي الطباع الموجبة لها وهذه إما أن تكون هي صور الأجسام أو لازمة لصورها ولا تشترك في سائر الكيفيات فإذا القوى التي تتمايز بها الأجسام البسيطة التي تتركب منها هذه المركبة هي من الكيفيات الملموسة وجميع الكيفيات الملموسة إذا عدت ترجع إلى الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وهذا سهل الوضوح عند التأمل فإن الصلب واللين واللزج والهش وغير ذلك يرجع إلى الرطوبة واليبوسة والفاتر هو بين الحار والبارد وليس شيء من الكيفيات الملموسة الأولى يفعل بعضها في بعض بالتغير الصادر عنه تغير الأجسام إلا الحرارة والبرودة وذلك لأن القوة التي تغير الجسم فيما قلنا - إما أن تغيره بالخلخلة والتحليل فيؤلم الحاس منه - وإما أن تغيره بالتقبيض والتكثيف فيؤلم الحاس منه والأولى حرارة والثانية برودة ولكن الأجسام يلزمها ضرورة مع هاتين القوتين قوتان انفعاليتان لأن كل جسم بسيط موضوع للمركب فإنه منفعل قابل للتشكيل والتقطيع ولذلك يمكن أن يتركب عنه شيء فإما أن يكون سهل القبول للتفريق والجمع والتشكيل والدفع فتكون كيفية تلك رطوبة وأما أن يكون عسر القبول لذلك فتكون كيفية تلك يبوسة وما كان سهل القبول فهو سهل الترك لأن طباعه معرض للانفعال وما كان عسر القبول فهو أيضا عسير الترك فبين من هذا أن بسائط الأجسام المركبة تختلف وتتمايز بهذه القوى الأربع ولا
Bogga 117