وتقول وهيبة: إذن فأنت تريد ...
ويقاطعها فؤاد: أنا أعرف ماذا يريد يا وهيبة وأنت تعرفينه.
وتقول وهيبة: نعم أعرفه، ولكنني أريده هو أن يقول.
ويقول فكري: أنا لن أقول شيئا.
ويقول فؤاد: ولا مليم واحد.
ويفزع فكري: ماذا؟ - أنت تريد مبلغا من المال، الله أعلم أين ستنفقه، ثم تقول تاجرت وخسرت. أليس كذلك؟ - وما له؟ - إنه مالي. إنه جهدي وجهد أجدادي. حين أموت أنا أنت حر في نصيبك، أما وأنا على قيد الحياة لا يمكن، ما رأيك؟ - سأعمل معك يا أبي ولكن ستعرف أنني لست كما تظن. - أهلا بك، ومكافأة لك على عملك معي خذ هذه المفاتيح لسيارة جديدة اشتريتها لك ليعرف أصدقاؤك أن أباك فرح بعملك معه. - أطال الله عمرك يا أبي، ربنا يجعلك راضيا عني دائما.
الفصل الثامن
سميحة مخطوبة لابن عمها وجدي عبد الراضي منذ هما طفلان، وقد تخرج وجدي في عامه هذا في كلية التجارة، وأعد أبوه له شقة للزواج بعد أن باع عشرة أفدنة من العشرين فدانا التي يملكها، وتقدم الأخ رسميا إلى أخيه يطلب يد ابنته لابنه، وقبل الأب الخطوبة وهلل بها ونادى: سميحة.
وكانت سميحة قد أحست من مجيء عمها المفاجئ ما سيتأدى إليه الحديث، وقد كانت صلتها بابن عمها واهية، فهو يسكن في الإسكندرية مع أبيه الذي يعمل هناك في وزارة الكهرباء، وكانوا هم يصطافون في رأس البر، فلم تكن ترى ابن عمها إلا في مناسبات قليلة وزوجة أبيها لم تكن تذكره لها مطلقا، فهي لا تنسى أن عمها وزوجته جليلة لم يكونا راضيين عن زواج أبيها منها، وكيف لهما أن يرضيا وقد كانا سيرثان نصف ثروة فريد، إذا هو لم يتزوج ولم ينجب ولدا.
فوجدي هذا كان بعيدا عن تفكير سميحة كل البعد، وهي تعلم أن أمه مزحت مع أمها وهما أطفال وخطبتها له، ولكن الطريقة التي روى أبوها بها هذه القصة كانت لا تنبئ عن أي جد.
Bog aan la aqoon