============================================================
قال: ولما ذكرنا فتوح أنطاكية وجب أن نذكر شيئ(1) من أخبارها ونبذا من تاريخها...(2).
(ذكر(3) الإسماعيلية وبدو شأنهم: قال المؤرخ: أول من أقام بدعوتهم الحسن بن الصباح، وهو من تلامذة ابن عطاش الطبيب. قدم مصر فى زمن المستنصر العبيدي- خليفة مصر في سنة ثمانين وأربعمائة، ودخل على المستنصر، وخاطبه فى إقامة الدعوة فى بلاد العجم فأذن له.
وكان الحسن كاتبا للرثيس عبد الرزاق بن بهرام، وادعا أنه قال للمستنصر: من إمامى بعدك؟ فأشار إلى ولده نزار، فمن هنا سميت النزارية.
وكان أول دعوتهم الألموت، وطلوع أعلامه فى سنة ثلاث وثمانين وثلاثماثة...
وشرع الإسماعيلية فى افتتاح الحصون، وأظهروا شغل السكين التي ابتدأ بها يعقوبي: ثم بعثوا داعيا من دعاتهم يسمى أبا محمد إلى الشام، فملك قلاعا من بلاد النصيرية.
ثم ملك بعده سنان بن سليمان بن محمد البصري.. وأصله من قرية بالبصرة، وأقام بالشام نيفا] [131) وثلاثين سنة، وولى مكانه أبو منصور ابن محمد،، وكان هذا سنان يلبس الخشن، ولا يراه أحد(4) يأكل ولا يشرب ولا يبول ولا يبصق، بل يجلس على صخرة ويتكلم من أول النهار إلى آخره، فاعتقدوا فيه الإلهية.
وكان ابن الصباح لما قتل نزار طالبوه قومه به، فقال لهم: إنه بين أعداء كثيرين، والبلاد بعيدة، ولا يمكن الحضور، وقد عزم على آن يستخفى في بطن امرأة ويجيء سالما عند ميقات الولادة، فقنعوا بذلك منه. وأحضر لهم جارية وقد حبلها، وقال لهم: ان نزار فى بطن هذه. فلما كان بعد أيام ولدت، فجاءت بذكر فسموه حسنا. وقال: تغير (1) فى الأصل: "شىء".
(2) خرم أودى بباقى حوادث هذه الحولية، وحولية 667ه وصدر حولية 668ه.
(3) مزيد لاستقامة المتن، راجع: ابن عبد الظاهر. الروض الزاهر ص 367 - 398، الدوادارى. كنز الدررج8 ص145.
(4) فى الأصل: "لواحدا.
11
Bogga 167