133

============================================================

فلما وصلت(1) إليه الكتب حملها إلى هولاوون وعرضها عليه، وقال: إن صاحب مصر إنما يكتب إلي بمثل هذا ليقع فى يدك فيكون سببا لقتلى، وقد عزمت أن اكاتب أمراءه(2) الكبار وأعيان دولته بمصر والشام لأكيده كما أكادنى، فلم يوافقه هولاوون على ذلك، ثم عاوده مرارا [19ب] حتى أذن له فى ذلك، فكتب كتبا إلى جماعة من الأمراء، فوقعت فى يد السلطان الملك الظاهر، فعلم أنها مكيدة منه فى قبالة ما أكاده به، فكتب إليه يشكره على عرض الكتب على هولاوون، واستصوب رأيه فى ذلك كونه عرضها لتزول التهمة عنه، وبعث الكتب مع قصاد، وقرر معهم أنهم إذا وصلوا إلى شط جزيرة ابن عمر يتجردوا من ثيابهم على آتهم يسبحوا ويحتالوا فى إخفاء أنفسهم ليظن بهم أنهم غرقوا، وتكون الكتب فى ثيابهم، ففعلوا ذلك.

قال المؤرخ: فرأى نواب التتار الثياب، فأخذوها وفتشوها، فوجدوا فيها الكتب، فحملت إلى هولاوون، فوقف عليها وكتم أمرها، فكانت أكبر أسباب إتلاف (3) الزين الحافظي، والله أعلم بذلك(1).

(1)فى الأصل: "وصل".

(2) فى الأصل: "امرايه".

(3) فى الأصل: لاتلاف".

(4) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج2 ص234 - 236، النويرى. نهاية الأرب ج 30 ص109 -110، الدوادارى. كنز الدررج8 ص4 10 - 105 . ويلحظ أن كل طرف كان يعمل الحيلة فى إتلاف المحيطين بالآخر، على النحو الوارد لدى النويرى - نهاية الأرب ج30 ص 98 - فى هذه الحولية، بشأن الظفر بجاسوسين للتتار من قبل هو لاكو "وجد معهما فرمانان للأتابك من هولاكو، وهو يرغيه ويستميله، فطلب السلطان الأتابك وأراه ذلك ولم يصدق ذلك فيه، ومزق ذلك وحرقه، واستدل بذلك على ضعف هولاكو".

وراجع فى ترجمة الزين الحافظى، سليمان ابن المؤيد: الذهبى. تاريخ الإسلام ج15 ص5453 تر52، العبرج5 ص267- 268.

1

Bogga 133