============================================================
عهودهم من أعلام آباء الكنيسة وقديسيها، ساردا بعضا مما آشيع من عجاتبهم وآياتهم، التى لا تقل شاوا عن تلك الكرامات المذكورة فى تراث هذه الفترة للفقراء، أو الصوفية والزهاد من المسلمين ، وهذا القسم فى معظمه فقير فى مادته، لا يضيف جديدا على مؤلفى ابن المقفع ويوساب، اللهم إلا فى تلك العجائب والكرامات التى هي أشبه بالموروث الشعبى، وربما يكون الاعتناء بسرد هذا القسم فى الكتاب انتهاجا لنظام الأصل المذيل عليه، إذ إحالات "مفضل" عليه من خلال كتابه هذا تشير إلى أن الكتابين صارا لحمة واحدة. ومنها قوله فى ريدا فرنس: "... وملك دمياط فى سنة سبع وأربعين وستمائة كما تقدم"، وقوله: 1... وهذه قيسارية من المدائن القديمة، وكانت فتحت فى سنة تسع عشرة من الهجرق، بعد وقعة أجنادين وفتوح دمشق، كما تقدم ذكره". والموضعان المحال إليهما فى الأصل المذيل عليه.
كما كان يقارن بين حوادث فائتة - ذكرت فى أصل الكتاب المذيل عليه وحوادث لاحقة مما ذيل به على الأصل، ومن ذلك قوله فى مطر الشام سنة 716 ه: 1. سقط فيه ضفاضع فيها الروح باقية... وقد تقدم ما ذكره كمال الدين ابن النحاس من وقوع مطر بمدينة دمشق- سنة ست وأربعين وستمائة - ووقع مع المطر بجامع دمشق ضفضعة".
وتلك الحوادث ابتدأت بيوم الأحد، سادس عشر ذى القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة للهجرة - استثنافا لما انقطع من أصل الكتاب المذيل عليه وانتهت بيوم الأربعاء آخر النهار فى الليلة المسفر صباحها عن يوم الخميس، حادى عشرى ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، المؤرخ بها لوفاة الناصر وانتهاء مملكته.
وهي حوادث أتت ضمن الحوليات مختلة الترتيب، لم يعن فى أكثرها بالتأريخ الدقيق لها اكتفاء بنسبتها إلى السنة الواقعة فيها، أو إلى الشهر، بينما آتت في مصادره فى معظمها مؤرخة تأريخا كاملا. وربما نقلت بعض هذه الحوادث من حولياتها إلى حوليات غيرها فائتة أو لاحقة، أو أخطأ فى تأريخها وتأريخ الوفيات كذلك .
ومن ذلك قوله: "... وفيها تولى القاضى ضياء الدين يوسف ابن تقى الدين أبى
Bogga 13