============================================================
شاء الله تعالي وفيها توفى ريدا فرنس، واسمه لويس(1)، وهو من أكبر ملوك الفرنج وأعظمهم قدرا وأوسعهم مملكة، وأكثرهم عساكرا وأموالا وبلادا.
وكان قصد الديار المصرية، واستولى على طرف منها، وملك دمياط فى سنة سبع وأربعين وستمائة كما تقدم - ثم خذله الله وأمكن المسلمين منه، وهو الفرنسيس وتوجه إلى بلاده بعد إطلاقه، وفى قلبه ما جري عليه، وبقى فى نفسه العود إلى الديار المصرية لأخذ ثأره، فجمع جموعا عظيمة واهتم اهتماما زائدا فى مدة سنتين إلى سنة ستين وستمائة، عزم على التوجه إلى الديار المصرية، فقالوا له كبراء دولته: أنت قصدت ديار مصر فى الأول، وأنت أخبر بما جرى لك، ومن المصلحة أن تقصد تونس من 171ب] بلاد أفريقية، وكان ملكها - يوميذ - محمد بن يحيي بن عبد الواحد(2)، وتلقب بالمستتصر بالله، ويدعا له على المنابر بأفريقية، فإذا ملكت أفريقية تمكنت(3) من قصدك الديار المصرية فى البر والبحر، فرجع إلى قوهم، وجمع وقصد تونس فى عالم عظيم وجماعة من الملوك فأوقع الله فى عسكره وباء عظيما، فهلك الفرنسيس- وهو ريدا فرنس وعدة جماعة من الملوك الذين معه بظاهر تونس، ورجع من بقى منهم إلى بلادهم بالخيبة، ووصلت البشرى بذلك إلى السلطان الملك الظاهر، وكتب بالبشارة إلى سائر البلاد(4).
=106، وفى كنز الدرر للدوادارى ج8 ص 101: "إلى سنة سبع وستين وستمائة".
(1) فى الأصل: "بولين".
(2)فى الأصل: "ابن عبد الوهاب"، وهو لاأبو عبد الله، محمد بن يحى بن عبد الواحد بن عمر" - راجع: الصفدى. الوافى ج5 ص202.
(3) ل"تمكنت": مكررة فى الأصل.
(4) اليونينى. ذيل مرآة الزمان ج1 ص549 - 550، الدوادارى. كنز الدررج8 ص 101 102، الذهبي. تاريخ الإسلام ج15 ص47 - 49 تر39، ابن حبيب . درة الأسلاك ج1 ص 189 190، المقريزى. السلوك ج ص 364-502،365. ومصطلح 128
Bogga 128