Wadada Saxda ah
نهج الرشاد في نظم الاعتقاد
Baare
أبو المنذر المنياوي
Daabacaha
أرسله محققه للمكتبة الشاملة
Lambarka Daabacaadda
الأولى
Sanadka Daabacaadda
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
Noocyada
١٢٠ - عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ أَسْعَى بِنُورِهَا (١) ... عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ أَقْضِي بِهَا أَمْرِي (٢)
١٢١ - عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ أَرْجُو ثَوَابَهَا ... عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ يَزْكُو بِهَا أَجْرِي (٣)
١٢٢ - عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ أَحْيَا بِذِكْرِهَا (٤) ... عَلَيْكَ سَلَامُ اللهِ أَجْعَلُهَا ذُخْرِي (٥)
_________
(١) والسعي هنا يشمل السعي الحسي، والمعنوي، فالمعنوي يقصد به أنه يسعى في طريق الإيمان، والهداية بنور هذه الطاعة في قلبه، قال سليمان بن طرخان: (الحسنة نور في القلب، وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب، وضعف في العمل) رواه أبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٠).
والحسي يقصد به النور الذي يكتسبه الإنسان من أعماله الصالحة والذي يتَّبعه على الصراط، فقد روى مسلم (١/ ١٧٧) (١٩١) من حديث جابر بن عبد الله ﵁: [يعطي كل إنسان منهم منافق، أو مؤمن نورًا، ثم يتبعونه، وعلى جسر جهنم كلاليب، وحسك تأخذ من شاء الله، ثم يطفأ نور المنافقين، ثم ينجو المؤمنون، فتنجو أول زمرة وجوهم كالقمر ليلة البدر ...]، وقد ورد ما هو أصرح منه عند الحاكم من حديث ابن مسعود ﵁، وقد سبق ذكره عند التعليق على البيت رقم (٧٤).
(٢) وفي هذا البيت من الغلو ما يجعله أقرب إلى الخطأ من الصواب، وخاصة هذا الشطر، فإن ما ذكر من أنه يقضي أموره بسلامه على النبي يحتاج إلى دليل.
(٣) أي ينمو، ويزداد.
(٤) أي يحيا قلبه بنور هذه الطاعة؛ لأن الذكر عمومًا فيه حياة القلوب، والسلام على النبي ﷺ اجتمع فيه ذكر اسم الله تعالى: السلام، وأيضًا الدعاء للنبي ﷺ كما سبق بيان ذلك.
(٥) الذخر: هو ما يجمعه الإنسان، ويحفظه لوقت الحاجة إليه، والأقرب أن الناظم ﵀ يقصد أنها ذخر له في الآخرة بما يرجوا من ثوابها عند الله - تعالى -.
وقد تكرر - كما هنا، وكما سيأتي - أن الناظم اعتبر بعض الأعمال ذخر له في آخرته أو في شدته، وكان الأولى به أن يطلب من الله قبولها، فيقول: أرجو قبولها، لا أن يجزم باستحقاق الأجر، وأنه يدخره ذخرًا لنفسه عند الحاجة إليه، فإن قوله هذا فيه مدح ضمني لنفسه باستيفاء شروط العمل، وجزمه بقبوله، وأنه يدخره لوقت الحاجة، أيضًا مع ما فيه من مخالفة لهذي السلف الصالح، فإن العمل قد يكون صالحًا، ولا يقبل، لثبوت موانع، أو انتفاء شروط، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة /٢٧) أي أن الله ﷿ يتقبل من الأعمال ما استوفى شروط القبول.
قال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف (ص/٣٧٥): [كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله، وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده وهؤلاء الذين: ﴿يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ (المؤمنون/٦٠). روي عن علي ﵁ قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله ﷿ يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة /٢٧). وعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا، وما فيها؛ لأن الله يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾ ... وقال عبد العزيز بن أبي رواد: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم، أيقبل منهم أم لا ...].
1 / 103