Nahj Haqq
نهج الحق وكشف الصدق
Noocyada
فإذا عرفت أنه لا ينبغي أن يذكر لهذا السائل عن دين الإسلام إلا مذهب الإمامية دون قول غيرهم عرفت عظم موقعهم في الإسلام وتعلم أيضا بزيادة بصيرتهم لأنه ليس في التوحيد دليل ولا جواب عن شبهة إلا من أمير المؤمنين (ع) وأولاده (ع) أخذ وكان جميع العلماء يستندون إليه على ما يأتي فكيف لا يجب تعظيم الإمامية والاعتراف بعلو منزلتهم فإذا سمعوا شبهة في توحيد الله تعالى أو في عبث بعض أفعاله انقطعوا بالفكر فيها عن كل أشغالهم فلا تسكن نفوسهم ولا تطمئن قلوبهم حتى يتحققوا جوابا عنها ومخالفهم إذا سمع دلالة قاطعة على أن الله عز وجل لا يفعل الفواحش والقبائح ظل ليله ونهاره مهموما مغموما طالبا لإقامة شبهة يجيب بها حذرا أن يصح عنده أن الله تعالى لا يفعل القبيح فإذا ظفر بأدنى شبهة قنعت نفسه وعظم سروره بما دلت الشبهة عليه بأنه لا يفعل القبيح وأنواع الفواحش غير الله تعالى فشتان بين الفريقين وبعد ما بين المذهبين ولنشرع الآن في تفصيل المسائل وكشف الحق فيها بعون الله ولطفه
المطلب الثاني إثبات الحسن والقبح العقليين
ذهبت الإمامية ومن تابعهم من المعتزلة إلى أن من الأفعال ما هو معلوم الحسن والقبح بضرورة العقل كعلمنا بحسن الصدق النافع وقبح الكذب الضار فكل عاقل لا يشك في ذلك. وليس جزمه بهذا الحكم بأدون من الجزم بافتقار الممكن إلى السبب وأن الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية ومنها ما هو معلوم بالاكتساب أنه حسن أو قبيح كحسن الصدق الضار وقبح الكذب النافع (1). ومنها ما يعجز العقل عن العلم بحسنه أو قبحه فيكشف الشرع عنه كالعبادات.
(1) أقول: إن الحسن والقبح العقلي، لا يتغير ولا يتبدل بعروض الحسن أو القبح الثانوي، بطرو العنوان الثانوي لأن ما هو حسن في ذاته لا ينقلب قبيحا في ذاته وبالعكس.
Bogga 82