282

عليا وعثمان لا يجتمعان وأن عبد الرحمن بن عوف لا يكاد يعدل بالأمر عن ختنه وابن عمه. وأنه أمر بضرب أعناقهم إن تأخروا عن البيعة فوق ثلاثة أيام. وأنه أمر بقتل من يخالف الأربعة منهم أو الذين ليس فيهم عبد الرحمن (1).

وروى الجمهور أن عمر لما نظر إليهم قال قد جاءني كل واحد منهم يهز عفريته يرجو أن يكون خليفة أما أنت يا طلحة أفلست القائل إن قبض النبي ص لننكحن أزواجه من بعده فما جعل الله محمدا أحق ببنات عمنا منا فأنزل الله فيك وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا (2)

- الخلافة في أبي بكر، وبعد موت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، اجتمعوا وتشاوروا فاختلفوا، وانضم طلحة في الرأي إلى عثمان، والزبير إلى علي، وسعد إلى عبد الرحمن، وكان عمر قد أوصى بأن لا تطول مدة الشورى فوق ثلاثة أيام، وأن لا يأتي الرابع إلا ولهم أمير، وقال إذا كان خلاف فكونوا مع الفريق الذي فيه عبد الرحمن».

فيعطي هذا التحقيق المسألة حقها، لمن تدبر في ذلك، وفي كيفية استخلاف أبي بكر عمر، ويظهر جليا لكل أحد: أن الخلافة كانت كرة تدور بين الثاني والثالث، من يوم كتابة عثمان خلافة عمر، حين إغماء أبي بكر، وحان وقت أن تصير لعثمان بأمره، على يد عبد الرحمن، كما قال علي أمير المؤمنين في خطبته المعروفة بالشقشقية: «حتى إذا مضى لسبيله، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم، فيالله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الأول منهم، حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر خ لكني أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا، فصغى رجل منهم لضغنه، ومال الآخر لصهره، مع هن وهن، إلى أن قام ثالث القوم، نافجا حضنيه، بين نثيله ومعتلفه، وقام معه بنو أبيه يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث عليه فتله، وأجهز عليه عمله، وكبت به بطنته.

(1) شرح ابن أبي الحديد ج 3 ص 169 والامامة والسياسة ج 1 ص 23، وتاريخ الكامل ج 3 ص 35، وتاريخ اليعقوبي ج 2 ص 150، والإصابة ج 2 ص 463

(2) الأحزاب: 53. وروي نزولها في طلحة، تفسير الخازن ج 3 ص 509، وشرح ابن أبي الحديد ج 1 ص 62، وفيه : ولقد مات رسول الله (ص) ساخطا عليك بالكلمة التي-

Bogga 286