265

ولكان أهل البيت الذين حكى الله تعالى عنهم بأنه طهرهم تطهيرا (1) مرتكبين ما لا يجوز. نعوذ بالله من هذه المقالات الردية وأخذ الاعتقادات الفاسدة. وأخذ فدكا من فاطمة وقد وهبها إياها رسول الله ص فلم يصدقها (2). مع أن الله قد طهرها وزكاها واستعان بها النبي ص في الدعاء على الكفار على ما حكى الله تعالى وأمره بذلك فقال تعالى فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم (3) فكيف يأمره الله تعالى بالاستعانة وهو سيد المرسلين بابنته وهي كاذبة في دعواها وغاصبة لمال غيرها نعوذ بالله من ذلك. فجاءت بأمير المؤمنين (ع) فشهد لها فلم يقبل شهادته قال إنه يجر إلى نفسه. وهذا من قلة معرفته بالأحكام ومع أن الله تعالى قد نص في آية المباهلة أنه نفس رسول الله ص فكيف يليق بمن هو بهذه المنزلة واستعان به رسول الله ص بأمر الله في الدعاء يوم المباهلة أن يشهد

- ص 13: أخرج عن ابن عباس، أنه قال: لما قبض رسول الله (ص) واستخلف أبو بكر، خاصم العباس عليا في أشياء، تركها رسول الله (ص)، فقال أبو بكر: شيء تركه رسول الله (ص)، فلم يحركه فلا أحركه .. الحديث، ومثله في كنز العمال ج 3 ص 125 في أول كتاب الخلافة.

أقول: في هذه الرواية مناقضة ومخالفة أخرى من أبي بكر، لأن مقتضى رويته هو أن تكون هذه المتروكات من الصدقات، فكيف كان عليه أن لا يحركها، وأي تحريك أكبر من حكم النبي (ص) بأنها صدقة.

(1) قال تعالى في سورة الأحزاب: 33: «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيرا» .

(2) ولو أنه صدقها لم ترجع بضعة النبي (ص) كئيبة حزينة، وواجدة عليه إلى أن توفيت.

(3) آل عمران: 61.

Bogga 269