Nahj Haqq
نهج الحق وكشف الصدق
Noocyada
فأي عاقل يرضى لنفسه الانقياد الديني والتقرب إلى الله تعالى بامتثال أوامر من كان يفسق طول وقته وهو غائص في القيادة وأنواع الفواحش ويعرض عن المطيعين المبالغين في الزهد والعبادة وقد أنكر الله تعالى ذلك بقوله أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب (1).
(1) الزمر: 9 قال ابن حجر في الصواعق المحرقة ص 11: أخرج البغوي، بسند حسن، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «يكون خلفي اثنا عشر خليفة، أبو بكر لا يلبث إلا قليلا، قال الأئمة صدر هذا الحديث مجمع على صحته». انتهى.
أقول: فعلى هذا يكون ذيله ملحقا ومجعولا، إلا أن أحاديث: «إن خلفائي اثنا عشر»، عن الرسول الأعظم (ص)، غير قابلة للترديد عند فرق المسلمين.
وقد حاول علماء أهل السنة توجيهها وتأويلها، فقال ابن حجر: قال القاضي عياض:
لعل المراد ب: (اثنا عشر) في هذه الأحاديث، وما شابهها: أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة، وقوة الإسلام، واستقامة اموره، والاجتماع على من يقوم بالخلافة. وقد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى أن اضطرب أمر بني أمية، ووقعت بينهم الفتنة زمن وليد بن يزيد.
وقال: قال شيخ الإسلام في فتح الباري: كلام القاضي هذا أحسن ما قيل في هذا الحديث، وأرجحه، لتأييده بقوله في بعض طرقه الصحيحة (كلهم مجتمع عليه الناس) والمراد باجتماعهم: انقيادهم لبيعته. والذي اجتمعوا عليه: الخلفاء الثلاثة، ثم علي .. إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين، فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة، ثم اجتمعوا عليه عند صلح الحسن، ثم على ولده يزيد، ثم اجتمعوا على عبد الملك، ثم على أولاده الأربعة الوليد، فسليمان، فيزيد، فهشام، فهؤلاء سبعة (معاوية ومن بعده) بعد الخلفاء الراشدين، والثاني عشر: الوليد بن يزيد بن عبد الملك (الصواعق المحرقة ص 12 باختصار).
وقال ابن حجر: «اعلم أن أهل السنة اختلفوا في تكفير يزيد بن معاوية، وولي عهده من بعده، فقالت طائفة: إنه كافر لما هو المشهور: أنه لما جاءه رأس الحسين (ع) جمع أهل الشام، وجعل ينكت رأسه بالخيزران، وينشد أبيات ابن الزبعري: ليت أشياخي ببدر شهدوا ... الأبيات المعروفة، وزاد فيها بيتين مشتملين على صريح الكفر .. (إلى أن قال) فلا نتعرض لتكفيره أصلا، لأن هذا هو الأحرى والأسلم. والقول بأنه مسلم، فهو فاسق شرير، سكير، جائر». (الصواعق ص 131 و132).
Bogga 165