وقال جرير:
" وللسيف أشوى وقعة من لسانيا "
في أشعار كثيرة.
ولست أمت إليك - أكرمك الله - بعد التوحيد ونفى التشبيه، ونصرتي للدين، بأمر أنا به أوثق من رغبتك في شكر الكرام والأحدوثة الحسنة. قال الله عز وجل: " ورفعنا لك ذكرك " وقال: " وإنه لذكر لك ولقومك ". فلو كان حب الذكر خطيئة لما رغبهم فيه، ولا عد في نعمه.
ولعل قائلا أن يقول: وكيف لم تذكر أمير المؤمنين، والمعتصم برب العالمين، الذي حقق الله به الدين وسدد به الثغور، ورد به المظالم، وحسمبه عرق البغي ونواجم الفتنة؛ الذي لم يزل الله يزيده في كل طرفة محبة، ومع كل محبة هيبة، ومع كل نعمة شكرا، ومع كل شكر فضلا. وهو المبتدئ بهذا الأمر والقائم به، والقطب الذي عليه تدور الرحى، وعلى مثاله احتذى من احتذى، وبلسانه نطق، وعن رأيه صدر. وبيمن نقيبته ظهر، وبفضل قوته نهض. وهو أول هذا الأمر ووسطه، به يتم إن شاء الله تعالى.
Bogga 306