له بألف درهم، وقال له استعن بها في مصيبتك فأخذها ودعا له وانصرف، فلما دخل إلى منزله قال لأم دلامة اذهبي فاستأذني
على الخيزران جارية المهدي فإذا دخلت عليها فتباكي وقولي مات أبو دلامة فمضت واستأذنت على الخيزران فأذنت لها، فلما اطمأنت أرسلت عينها بالبكاء، فقالت لها مالك قالت مات أبو دلامة، فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون عظّم الله أجرك وتوجعت لها، ثم أمرت لها بألفي درهم فدعت لها وانصرفت فلم يلبث المهدي أن دخل على الخيزران، فقالت يا سيدي أما علمت أن أبا دلامة مات، قال لا يا حبيبتي إنما هي امرأته أم دلامة، قالت لا والله إلا أبو دلامة فقال سبحان الله خرج من عندي الساعة، فقالت وخرجت من عندي الساعة، وأخبرته بخبرها وبكائها فضحك وتعجب من حيلتهما.
حكاية: أخبر احمد بن بكر الباهلي. قال حدثني حاجب المهدي قال قال لي المهدي يومًا نصف النهار اخرج وانظر من الباب فخرجت فإذا شيخ واقف، فقلت ألك حاجة قال ما يمكن أن أخبر بها أحدًا غير أمير المؤمنين فتركته ودخلت، وقلت شيخ قد سألته ألك حاجة قال ما يخبر إلا أمير المؤمنين، فقلت أيدخل؟ قال نعم ومره بالتخفيف فخرجت، وقلت له ادخل وحفف فدخل وسلم بالخلافة، ثم قال يا أمير المؤمنين إنا قد أمرنا بالتخفيف، وأنشأ يقول:
فإن شئت خففنا فكنا كريشة ... متى تلقها الأنفاس في الجو تذهب
وإن شئت ثقلنا فكنا كصخرة ... متى تلقها في حومة البحر ترسب
وإن شئت سلمنا فكنا كراكب ... متى يقض حقًا من سلامك يعزب
قال فضحك المهدي وقال بل تكرم وتقضي حاجتك فقضى حاجته وأمر له بعشرة آلاف درهم.
حكاية: قال الأديب أبو يعقوب كنت جالسًا عند معن بن زائدة وإذا عليه إزار يساوي أربعة دراهم، فقال يا أبا يعقوب هذا إزاري وقد قسمت العام في قومك خاصة أربعين ألف دينار، قال فبينما نحن نتحدث إذ أبصر أعرابيًا يخبّ في مشيته من خوخة له مشرفة على الصحراء، فقال لحاجبه إن كان هذا يريدنا فأدخله فدخل الأعرابي وسلم وأنشأ يقول:
أصلحك الله قلّ ما بيدي ... فلا أطيق العيال إذ كثروا
ألح دهري ورمى بكلكله ... فأرسلوني إليك وانتظروا
قال فاضطرب وقال أرسلوك وانتظروا، يا غلام ما فعلت بغلتنا الفلانية، قال حاضضرة،
1 / 63